العدد (682) - اصدار (9-2015)

بَشْكيرستان أشرف أبواليزيد

يلف الغموض البلاد التي لايزال اسمها يحمل مقطعًا من الماضي، بعضها استهلكته الأحداث، فبات يردده كل لسان وتألفه الآذان، وأسماء أخرى تنتظر على وسادة التاريخ أحلامها. وإذا كانت الخطوات قد اعتادت تتارستان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، فإن جارتها وشريكتها في الاتحاد «بشكيرستان» جديرة بأن تكون محطة مهمة على طريق الحرير، وهي أرض الخيل والسهل، وفيها أهل من تتارستان، وكم من مرة تسمع عمن ولد ونشأ في أوفا عاصمتها ودرس وعمل في قازان؛ عاصمة جارتها، وهكذا أنت بين المدينتين كما بين القاهرة والإسكندرية، وبين أنهار الجمهوريتين، كما بين دجلة والفرات. وإذا كان عليك أن تقطع مسافة 800 كيلومتر من موسكو كي تصل إلى قازان، فإن أكثر من 300 كيلومتر أخرى ستصل بك إلى أوفا، التي تبعد عن موسكو بنحو 1169 كيلومتراً.

الإسكندرية بين ثلاثة رحّالة وليد فكري

مدينة واحدة... وثلاثة رحَّالة ينتمون إلى القسم الغربي من الحضارة العربية الإسلامية، بينما تختلف أوقات زيارتهم لها، فهذا ابن جبير (1144 – 1217م) يزورها في أول العصر الأيوبي، خلال حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي لمصر والشام والجزيرة، وهذا ابن بطوطة (1304 – 1377م) يمر بها في رحلته للحج في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون - الفترة الذهبية للعصر المملوكي الأول - أما الحسن بن محمد الوزان، المعروف بـ«ليون الإفريقي» (1483م - ؟)، فقد جاءها وهي - ومصر كلها - تودّع عصر المماليك وتستقبل حكماً عثمانياً طويلاً.