العدد (199) - اصدار (4-2009)

الحلمُ الورديُّ سريعة سليم حديد

جَلسَتْ مَرامُ على مقعدِ الدراسةِ. تعبثُ بخصلةٍ متدلـِّيِةٍ من شَعرها. وهي شاردةٌ, تبحثُ عن الحُلمِ الذي زَارَ مُخَيـِّلـَتـَها ليلةَ البارحة. لكـِّنـَّها لـَمْ تـَسْتطِعْ تذكـُّرَهُ. نَظرَتْ أمَامَها. صَدِيقـَتـُها ناهدُ تجهِّزُ اللوَحَ لحصَّةِ الرياضِياتِ. ناهدُ كتبَتْ تاريخَ اليوم, وعنوانَ الدرسِ. بدأتْ بـِرَسْمِ الدائـَرةِ. ما إنْ انتهَتْ. حتى صَاحَتْ مرامُ بـِفَرَحٍ: تذكـَّرَتُ الحلمَ. شكراً لكِ ياناهدُ. حُلمي فيه شمسٌ. نعم الدائرةُ هي مِنْ ذكـَّرتني بهِ

فرفوش فأر الحقل روني سعيد

مرحباً! سأعرفكم بنفسي، اسمي فرفوش، وأنا فأرُ حقلٍ. في الحقيقة فأرُ حقلٍ محظوظٌ، لماذا؟ سوف تعرفون. كان ذلك منذ زمن طويلٍ، عندما وقعت بمشكلة، فالصراعُ من أجل البقاء أمرٌ ليس بسهل، وخاصة بالنسبة إلى فأر حقل صغير عندما يجد نفسه أسيراً بين أيدي البشر. رجل ودود لديه ولدان، أعاد إلي حريتي، في حين أن إنسانة أخذت تركض باهتياج وذهول ذهاباً وإياباً. ولكني استبقت نفسي. يجب أن تعرفوا أولاً كيف كنت أسكن مع عائلتي وكيف ولدت وإلى ما هنالك من تفاصيل

بحر الكتب جلال بصل

كان نبيل جالساً على إحدى صخور قريته الجميلة، قبالة متنفسه الوحيد البحر الواسع، يراقب تراقص موجاته التي تتقاذف إلى الشاطئ الرملي ذي اللون الذهبي.. رغم هذا المنظر الجميل، كان يعاني من الملل والضجر، وللقضاء عليهما، كان يمارس إحدى هواياته المفضلة، ألا وهي السباحة والغوص. خلع نبيل ملابسه كعادته متجهاً إلى البحر للغوص في أعماقه واكتشاف سحره، لكن هذه المرة لن تكون كسابقاتها، غاص في المياه كمن يسبح في الفضاء، أعماق البحار عالمٌ آخر، أسماك وحيوانات بحرية مختلفة الأشكال والألوان

الغيلم* والذئب.. من الأذكى؟! سُمية عزام

تاهت عائلة السلاحف في الصحراء، في طريقها إلى واحة أوفر ماء وأكثر اخضراراً، فقررت أن تستريح تحت شجرة صبّار تقيها (تحميها) حرارة الشمس اللاذعة (القاسية والحادة)لتكمل المسير بعد الغروب بحثاً عن فيء يظللها وماء يطفئ ظمأها. لكن السلحفاة الصغيرة «فوفة» ملّت الانتظار وأرادت أن تساعد جماعتها، استأذنت أمها وطلبت السماح لها بأن تلقي نظرة خلف التل الرملي القريب. وافقت الأم على طلب صغيرتها قائلة: اذهبي مع أخيك الكبير برهان، فالصحراء غدّارة، يوجد فيها كثبان رملية متحركة وعقارب سامة. احذرا!