العدد (203) - اصدار (8-2009)

حكاياتٌ عربيةٌ.. إعداد ورسوم: عادل البطراوي عادل البطراوي

اعتاد رجل أن يخفي ماله في حفرة بالأرض، وذات مرة، خاف أن يسرق اللصوص ماله، فذهب إلى مكان بالصحراء، ودفن ماله، وغطاه بالرمل والتراب، ثم وضع فوق التراب قطعة قماش بها عشرون ديناراً، وغطاها كذلك بالتراب. ومضت أسابيع عدة، ورجع الرجل ليأخذ دنانيره، فلم يجد قطعة القماش التي كان قد وضع بها العشرين ديناراً، لكنه كشف ما تحتها، فوجد الباقي

منى والعصفورُ الذي تغيّر سليمان الشيخ

جاءتني طفلتي منى ابنة السنوات الخمس باكية شاكية.. إنه لا يغني ولا يرفرف بجناحيه! سألتها: هل مازال يتحرك؟ أجابت: لأن عصفورها يتحرك، لكن ليس كعادته.. كما كان.. إنه.. غصت بالبكاء ولم تستطع تكملة جملتها، فحملتها وتوجهت نحو قفص العصفور في غرفة الجلوس بالبيت، أنزلت القفص من مكانه، وتوجه نظر الطفلة مع نظرتي نحو العصفور

رحلةُ الحلزونِ الصغيرِ مجدي بن عيسى

الحلزون الصغير، الحلزون ذو القوقعة الرماديّة الفاتحة، الحلزون الذي يحيا في الحديقة وحيدا، آن له أنّ يتحرّك في اتجاه نبتة الخس التي أينعت وحان قطافها. لم يكن الحلزون ليبصر لونها الأخّاذ، ولكنّ قرون استشعاره كانت تؤكّد له أنّها في تمام تألّقها، وأنّه إن لم يشدّ رحاله إليها فإنّ عيونا بشريّة سترى يناعتها وستمتدّ إليها الأيدي سريعا لتقطفها. في الفجر، وقد ابتلّت أعشاب الحديقة وأزهارها بالندى، اتّخذ الحلزون الصغير طريقه في اتّجاه نبتة الخس اليانعة. وكان عليه أن يبذل جهدا حتى يتمكّن من الوصول قبل أن تشتدّ حرارة الشمس فتعيقه عن الوصول

البحرُ الكريمُ شذى مصطفى

أشرقَ صباحُ يومٍ جديدٍ، بدا البحرُ بمياهِهِ الزرقاءِ التي تمتدُ في الآفاقِ لا يحدّها بصرٌ، يقذفُ بعض أمواجه على الشاطئ الرملي الذهبي، فتصيرُ شفافةً تظهر من تحتِها الرمالُ بوضوحٍ، وتعود للبحرِ فيقذفها من جديدٍ، كان صوتُ الأمواجِ التي يحرّكها الهواء جميلاً وهي تذهبُ وتجيء بلا مللٍ. وبعد مضي وقت، اقتربَ رجلٌ، وكان يعملُ تاجراً، وقف بقربِ البحرِ، وسرعان ما خطر له إقامة مشروع جديد، فقال مفكراً «سأبدأُ بشراءِ عدد من الزوارقِ، وأنشئ مرسى صغيراً هنا