العدد (568) - اصدار (3-2006)
مساجدٌ ومعابدٌ, شيوخ يتعبِّدُون آناء الليل, ونسَّاك زاهدون عن ضجيج النهار, مناراتٌ تهتزُّ, وأخرى تختفي, بوابات مهجورة, ودروب مزدحمة, بيوت ليس لها من سمت البيوت شيء, وقصور تستعيد أبهة عصور السلاطين, متاحفٌ نادرة في عرض الطريق, ومقتنيات آسرة تحت حراسة مشددة, أضرحة تعانق قبابها المزركشة السماء, وقبور تفترش توابيتها الحجرية الأرض, غابات من صفيح, وأشجار من أسمنت, وأسوار من خيش, وشواهد من حجر, وهواء من رماد, إنها السماء التي تحتها تنام أحمد آباد وسورات وفودرا وغاندي نَجَار
آثار الجزائر ليست مجرد شهود حجرية صامتة, وليست قطعًا من الفسيفساء المتراصة, أو العملات المطمورة, ولكنها رموز لهوية متأصلة, تغرس جذورها في الرمل, وتمتد عبر أحقاب الزمن, فقد عانى هذا البلد على مدى قرن ونصف من الزمن من استعمار فرنسي طاغ, ظل يشكك في هويته, ويحاول طمس قوميته, ويؤكد للعالم في وقاحة منقطعة النظير - كما تفعل إسرائيل اليوم - أن الجزائر ما هي إلا أرض فرنسية ممتد عبر البحار. وجاءت شواهد الآثار لتؤكد أن هناك شعبا عرف كل طبقات الحضارة البشرية