العدد (568) - اصدار (3-2006)
نشأ عادل وسامية معًا. كانت أسرتاهما جارتين في السكن وكانتا تتبادلان الزيارات. كان عادل وسامية يلعبان معًا, تربطهما مشاعر المودة, ويثق كل منهما في الآخر, ويفضي إليه بأسراره, ويدافع عنه ويؤازره. كانا يذاكران معًا ويشاركان في أنشطة عدة. كانت ميولهما متقاربة, لكن حينما أخذا يكبران بدأت ميولهما في التغاير والاختلاف. لكن الشعور بالمودة وعلاقة الأخوة ظلت كما هي تسود بينهما ومن الجنس نفسه أو من الجنسين, داخل الأسرة أو خارجها
لا يقتصر هذا الأمر على عالمنا العربي, بل إن هذه الملاحظة تتداولها أيضاً الشعوب الأوربية والأمريكية, ويوماً ما قال عالم الميكروبات الفرنسي الأشهر لويس باستير إنه يفضل أن ينشأ الطفل في بيئة أقل صحية, وظهرت في الغرب عبارة ( A little bit of dirt does you good) أي أن (قليلاً من القذارة يفيد)! ولقد استهوت هذه الفكرة بعض الباحثين وكان منهم شتراكن الذي اقترح ما يعرف بنظرية النظافة الصحية (The Hygiene Theory)
هناك من الناس من يعمل على عض اليد التي أحسنت إليه, وكأنه يرى في الإحسان إليه نوعًا من إهانة يردها بالإساءة انتقامًا بسبب لؤم طبعه. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أبت النفس الخبيثة أن تخرج من الدنيا مالم تسئ إلى من أحسن إليها). فيجب أن يكون في حياتنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين, وعلينا ألا نضيع سنوات من أعمارنا هباء حتى لا نكتشف في لحظة أننا ضيعنا عمرنا من أجل إنسان لم يقدر هذا العطاء