العدد (503) - اصدار (10-2000)

عزيزي القارئ المحرر

ينطلق بنا الشهر العاشر من هذه السنة مسرعاً نحو طي صفحة أخرى من سنوات العمر. هذا العمر الذي تدرك إيقاع أيّامه مجلة (العربي) وهي تنطلق للتأكيد على اللغة المشتركة للبشر في هذا العصر، حيث الثقافة والعلم وسيلتان نحو التفاهم والتكامل وبناء الجسور الواصلة بين أبناء الحضارات المختلفة

واحة العربي محمد مستجاب

العش: وكر الطيور والعناكب، فإذا أصابته تاء التأنيث ليكون (عشّة) أصبح وكراً لنا نحن البشر، وهي التكوينات المبكّرة للمرحلة التي تطوّرت إلى الكوخ ثم البيت الذي لم يلبث أن أصبح قصراً فخيماً أو شقة في عمارة، وبينما كنّا نكافح نحن أبناء العشش أو الديار البدائية الأولى لنصل إلى عنان القصور أو الشقق: فوجئنا بأصحاب تلك المساكن الفاخرة يعيدون ترتيبات حياتهم كي يعودوا إلى هذه العشّة البسيطة الخالية من كل التعقيدات الحديثة

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

انتفضت "أليسار ديدو" ابنة ملك صور الفينيقية انتفاضة بشعة، عندما فوجئت بزوجها صريعاً ممزق الجسد بسيف شقيقها. وحين أحسّت ببشاعة المأساة، استقلت وعدد كبير من أعوانها مجموعة من قطع الأسطول الفينيقي الكبير راحلة على طول السواحل الإفريقية مخترقة سواحل مصر وليبيا. وألقت عصا التسيار في النهاية على الرمال والصخور على أرض تونس الحالية، حيث قررت أن تنشئ مستعمرة جديدة، وأطلقت على مدينتها اسم (قارت هداتش) أي (المدينة الجديدة) بالفينيقية

جمال العربية فاروق شوشة

كان نشر قصيدة (صلوات في هيكل الحب) للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي على صفحات عدد أبريل 1933 من مجلة (أبوللو) ـ التي كان يصدرها في القاهرة الدكتور أحمد زكي أبوشادي ـ ثورة شعرية عارمة، أوقدت نارها في شعر الثلاثينيات وماتلاها من عقود، ولفتت الأنظار بشدة ـ في مشرق الوطن العربي ومغربه ـ إلى موهبة شعرية بازغة، تسطع أضواؤها الأولى بتجليات هذه الشاعرية المغايرة

معرض العربي عدلي رزق الله

عاش رمسيس يونان حياة قصيرة، فقد ولد عام 1913، وانتقل إلى رحمة الله عام .1966 في تلك الحياة القصيرة التي لم تتعد الـ 53 عاماً، استطاع رمسيس أن يترك لنا تراثاً فنياً ثرياً، وتراثاً فكرياً لا يقل ثراءً. ترجم رمسيس يونان عن الفرنسية ترجمات أهمها (فصل من الجحيم) لرامبو، و(كاليجولا) لألبير كامو. كتاباته عن الفن بدأها عام 1938 يوم أن كان عمره 25 عاماً لا غير، يكتب لنا رمسيس يونان (غاية الرسام العصري) ومازال هذا النص بعد مرور أكثر من ستين عاماً يعتبر وثيقة حية لمن يريد أن يكون فناناً معاصراً حقاً

إلى أن نلتقي أنور الياسين

وداعاً لحياتك الخاصة" كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية لتحقيق عن الحياة الخاصة للإنسان في الزمن الراهن، يكشف أن الحياة الخاصة باتت من أحلام الماضي، وأن (الأخ الأكبر) الذي اخترعه المؤلف البريطاني جورج أوريل كي يراقب جميع الناس وفي جميع الأوقات بات حقيقة واقعة، باستثناء أنه بدلاً من استخدام المخبرين كي يتعقبّوك، فإنه يستخدم الكاميرا والكمبيوتر وأجهزة التنصت وحتى الأقمار الصناعية ليعرف ماذا يفعل أي واحد وفي أي وقت