العدد (447) - اصدار (2-1996)
لا نستطيع بحال من الأحوال أن نهمل الدور الحيوي للجنس في حياة الإنسان، وليس غريبًا أن نتذكر نحن أنفسنا كم أقلقتنا مظاهر النمو الجنسي والنضج الجسماني عند عبورنا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا. ولهذا فمن غير المستحسن أن نغض أبصارنا عن علامات الاستفهام التي ترتسم على وجوه أطفالنا حيال الحياة الجنسية. لتناول تساؤلات الأطفال والمراهقين عن الجنس شرعت بعض الدول في تدريس مبادئ البيولوجيا الجنسية للطلبة بما يتناسب مع قدرتهم على الإدراك، وبما يتناسب مع المشاكل الملحة في كل مرحلة زمنية.
أمسكت ابنتي بيدي وهي تشدني إلى داخل المتجر الكبير. كنا قد أمضينا اليوم كله نبحث معًا عن طرحة زفاف تتناسب مع موديل فستانها. بعد المرور على عدة متاجر والبحث والتفضيل بين عشرات الطرح، استقر رأيها على تلك التي في هذا المتجر. فوردها الصناعي الأبيض تشبه إلى حد ما تلك الرسومات التي يتشكل منها نسيج فستانها الأبيض الذي سترتديه في ليلة عمرها، وعمري أنا كذلك. ولم يكن أمامنا إلا نصف ساعة على موعد الإغلاق. لذلك أخذت بيدي وهي تهرول، وأنا وراءها متعبة مجهدة وفاقدة لتوازني العام
من نافلة القول أن الأسرة من أهم عوامل التربية، فالخبرة الأسرية هي أول وأهم الخبرات التي يمر بها الإنسان في حياته، وربما يكون الدور الحاسم للأسرة في تشكيل سلوك الإنسان وفي بناء شخصيته من القضايا القليلة التي لا يختلف بشأنها الاختصاصيون في الأوساط الاجتماعية والنفسية والتربوية. والأسرة لا تشكل سلوك الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة فحسب وإنما في مراحل النمو كلها.