العدد (447) - اصدار (2-1996)
وأنا على قرب زمني من أحداث شهر ثقافي ثر عقد في الكويت بين العشرين من نوفمبر وحتى العشرين من ديسمبر 1995م - وهو مهرجان القرين الثقافي الثاني - أردت أن أتحدث هذه المرة في الثقافة، الثقافة العربية المعاصرة، حديثًا خاصا يقود إلى العام، وحديث وطن يقود إلى أوطان، ولكن قبل ذلك دعوني أنقل لكم بعض الشهادات، فقد كتب كاتبٌ عربي مصري كبيرٌ هو المرحوم الدكتور زكي نجيب محمود معترفًا بأنه لولا قدومه للكويت لما أتيح له من الوقت للنظر في تراث الثقافة العربية القديمة، وقد فعل وترك لنا - رحمه الله - كتابين على الأقل نتيجة هذه الخبرة، هما "هموم المثقفين" و"قشور ولباب".
نعم للقانون معنى، بل إن للقانون أكثر من معنى فأيهما تقصد؟ إذ لا يمكن تصور مجتمع منظم بغير قواعد قانونية تحكمه، ذلك أن فكرة النظام هي نفسها جوهر القانون. القانون بالمعنى الفلسفي يعني أن مقدمات معينةً تنتج بالضرورة نتائج معينة. أنت إذا وضعت الماء على النار فإنه يصل إلى الغليان عند درجة مائة. وأنت إذا تركت جسمًا في الفضاء سقط على الأرض بحكم قانون الجاذبية، وأنت إذا لم تشرب لمدة طويلة يصيبك المرض وقد يلحقك الموت لو طالت فترة العطش.
إذا ما انتعش المجتمع المدني وتقوى فلن يستطيع مغامرٌ أو حتى بطل أن يسيطر على جهاز الدولة أو أن يستخدم هذا الجهاز لتحطيم هذا المجتمع. وسوف يتعين على كل من يتولى السلطة العامة أن يتحدث باسم المجتمع لا باسم جهاز يعلو عليه. فماذا يعني مصطلح المجتمع المدني الذي نراهن عليه كل هذه المراهنات؟ لا بد أن عددًا كبيرًا من القراء قد سمع أو قرأ تعبير المجتمع المدني، فقد صار هذا المصطلح الرنان أحد أهم المصطلحات المتكررة في الخطاب السياسي الحديث.
لعل أحد أسباب سقوط التجربة الشيوعية السوفييتية هو تلك المفارقة ما بين الواقع والأحلام النظرية. وعندما أدرك قادة النظام هذا الأمر كان الوقت قد فاتهم واتخذ التحول إلى الرأسمالية من جديد شكل الانهيار المروع. ولا يدري أحدٌ كيف يخرجون من هذه الهوة السحيقة؟ استندت الثورة البلشفية في روسيا، في عام 1917م، إلى سلاح ثوري مستورد من غرب أوربا، ومن ألمانيا بالذات، بعد أن شرع هذا السلاح يعلوه الصدأ من موطنه الأصلي،
"جيش المهمات القذرة" عنوان يلخص المواجهة بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات الديمقراطية في الغرب، وفي الولايات المتحدة تحديدًا. ومع أن الحرب الباردة انتهت، فإن شعار"حرب إلى الأبد" نجح في أن يحفظ للمؤسسة العسكرية دورها، وأن يجعل لها شبحًا دائمًا حتى داخل البيت الأبيض. "جيش المهمات القذرة " هو العنوان الذي طرحه الضابط في جهاز استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية رالف بيترز لدراسة نشرتها فصلية "كلية الجيش الحربية" أخيرًا واقترح فيها أن يتولى الجيش الأمريكي "مواجهة أزمات لا يمكن تجنبها" وهذه الأزمات تبدأ بالمخدرات مرورًا بمنع التسلل والهجرة غير الشرعية، وصولًا إلى مقاومة الإرهاب،
من محظية إلى إمبراطورة. ومن الفراش إلى العرش. كانت هذه رحلة " تزوهسي " حتى تستولي على واحد من أكبر عروش الدنيا وتكون شاهدًا على التحولات والعلل التي عانت منها آخر الإمبراطوريات العظمى. أخذتها رعشة باردة وهي تسير في خطوات مضطربة إلى جوار الإمبراطورة الوالدة، لتنتقل من قصر الراحة حيث عرشها الذي يغلب عليه اللون الأحمر،
قليلة هي الكتب التي تشبعك وتضيف إلى معلوماتك. وفي خضم هذه السيولة في الأفكار والمشارب السياسية والاجتماعية التي يشهدها وطننا العربي المضطرب، يظهر على السطح بين وقت وآخر عمل ثقافي لا يستطيع المرء أن يتجاوزه، مثل هذا العمل ما نحن بصدده في هذا الحديث وهو كتاب صدر بالإنجليزية لكاتب عربي، والكتاب عنوانه "الميراث المر.. الأيديولوجيا والسياسة في العالم العربي"، والكاتب هوالعربي اللبناني "بول سالم"، وقد نشر الكتاب في الولايات المتحدة سنة 1994م
بداية من الشهر القادم - أبريل 1996 - يتسلم موقع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية شخصية ذات خبرة دبلوماسية وسياسية طويلة هوالأستاذ جميل الحجيلان وهذه بعض من التوقعات المعقودة عليه. أن يكون الأمين العام الجديد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من البلد المقر، وأن يأتي ذلك بعد مرور خمسة عشر عاما على بدء مسيرته، وأن يكون الأمين العام المعين هو جميل الحجيلان بالذات، فإنها جمعيا أمور تستدعي التوقف عندها، لاستكشاف أهميتها ودلالاتها.
في سنة 1987 أذيع على دائرة تليفزيونية مقفلة حديث لفيلسوف فلاسفة الإدارة وحكيم حكمائها، بيتر دراكار، صاحب مدرسة "الإدارة بالأهداف"، وجهه إلى مجموعة منتقاة من بيوت الأعمال والجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، (التي هاجر إليها من موطنه النمسا) ذكر عالم الإدارة في حديثه هذا: "إن أفضل المديرين كانوا أولئك الذين اضطلعوا بمهمة بناء الأهرام في مصر القديمة. كان الزمن المتاح لهم لإنجاز مشروعاتهم ضئيلا
أذكر أنني في بداية الأربعينيات من هذا القرن، وكنت طفلا، تلقيت هدية من قريب لي لمناسبة صحية، وكانت ساعة يد لم أنس شكلها وحجمها وكفاءتها في ضبط الزمن. ساعة كبيرة بالقياس لمعصم طفل مثلي كذلك لرجل بالغ، سميكة كعلبة مستديرة للنشوق، ولم يمر أسبوع عليها إلا وتتعثر عقاربها ثم تتوقف بعد حين وإلى الأبد. كانت الساعة من مستوردات التجار القليلة من الصناعة اليابانية
قمت في العام 1977 م بالاشتراك مع الزميل الدكتور معن زيادة بترجمة كتاب المستشرق المعروف: Franz Rosenthal المسمى The Muslim Muslim Concept of Freedom, 1960 إلى العربية. وكان زميلي بروفيسور زيادة هو الذي ارتأى أن نترجم الكتاب المذكور، ورأيت أنا في ذلك فرصة لتحسين لغتي الإنجليزية! بيد أن أول فصول الكتاب أزعجني إلى حد أن فكرت بالتوقف عن المشاركة في الترجمة، إذ إن الأستاذ وزنتال زعم منذ البداية أن المسلمين في العصر الوسيط