العدد (434) - اصدار (1-1995)

أوراق أدبية: الطبع والصنعة جابر عصفور جابر عصفور

ميراث طويل من نقد الشعر يجعله يتأرجح دوما بين الشاعر المطبوع الذي ينطوي على كل معاني العفوية، وشاعر الصنعة الذي يعيد النظر دائما في أدواته الإبداعية.. وهذا المقال يلقي ضوءا جديدا على هذين المعنيين اللذين يبدوان قديمين. حين قال البحتري ، في معرض هجومه على أقرانه المحدثين ع إن الشعر "لمح تكفي إشارته" وإنه ينتسب إلى امرئ القيس (ذي القروح) الذي كان يقول بالشعر عفو الخاطر

سماء زرقاء وبحر من لازورد إبراهيم عبدالمجيد إبراهيم عبدالمجيد

يحب الفضاء الأبيض، للسبب الذي من أجله يحبه الناس جميعا. الاتساع، وراحة النفس، وجلاء النظر. فإذا التحم الفضاء الأبيض بالسماء الزرقاء وهي خالية من السحب السود، وبالبحر اللازوردي وهو هادئ الموج، ورقت الشمس وانتشرت في البياض أشعتها الحنون، إذا تحقق ذلك، وهو غالبا ما يتحقق في الخريف والشتاء، شملته النشوة العجيبة، التي تجعله ريشة تلتحق بالأثير. لقد أعلن الحب على الإسكندرية منذ طفولته

قطوف دانية: أحمد السقاف

الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن عبدالله بن مالك البكري المتوفى سنة 570 ميلادية عن عمر يناهز مائة وخمسين سنة عرف بمعلقته الشهيرة التي تبلغ أبياتها خمسة وثمانين بيتا، وقد ارتجلها ارتجالا دفاعا عن قومه من بني بكر بن وائل أمام الملك عمرو بن هند حين اشتد الأخذ والرد بين قومه من بني بكر بن وائل وبين أبناء عمومتهم من التغلبيين الذين طالبوا بدية أبنائهم الذين ماتوا في الصحراء وهم في صحبة البكريين

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط صلاح فضل صلاح فضل

من خلال أشعار الماغوط ينطلق هذا المقال ليثير قضية أدبية مهمة هي قصيدة النثر. تلك القصيدة التي وأن كانت تعطل أحد العوامل الأساسية في التعبير الشعري وهو الأوزان إلا أنها لا تهمل بقية الإمكانات التعبيرية التخيلية والرمزية الأخرى. ما يبقي قصيدة النثر في نطاق الشعر هو كفاءتها في تشغيل بقية درجات السلم تعويضا لتعطيل الدرجة الإيقاعية، مما يجعلها تتميز بنسبة عالية من الانحراف النحوي والكثافة والتشتت الناجم أساسا عن انفراط العقد الموسيقي

"لوركا" لم يمت دراجي اسليم دراجي اسليم

لهذي المدينة أسوارها لهذي المدينة أقفالها

مغامرة طالب ألماني سمير أبوالفتوح سمير أبوالفتوح

في ليلة عاصفة زمن الثورة الفرنسية الحافلة بالاضطرابات كان شاب ألماني عائدا إلى مسكنه في ساعة متأخرة عبر القسم القديم لباريس، حيث يومض البرق ويجلجل الرعد خلال الشوارع الضيقة العالية، ولكن يجب علي أولا أن أقص عليك طرفا من أنباء هذا الشاب. كان "جوتفريد ولفجانج" شابا من أسرة كريمة طيبة، تلقى تعليمه زمنا في (جوتنجن"، على أنه لما كان شخصا مفعما بالحماس وخياليا

جائزة نوبل في الأدب لعام 1994: كينزا بورو أويه والحنين إلى الماضي محمود قاسم محمد قاسم عبدالله

إن أهمية توزيع جائزة نوبل جغرافياً، أنها لعبت دوراً في إسقاط القليل من الضوء على آداب شعوب لم نكن ننتبه إليها لولا حصول واحد من أبنائها على الجائزة مثلما حدث في أستراليا عام 1973، في مصر عام 1988، في الدول الأسكندنافية التي حصلت على الجائزة العديد من المرات وأخيراً في اليابان التي عادت إليها الجائزة للمرة الثانية. عندما أعلن عن فوز "كينزا بورو أويه" في مساء الثالث عشر من أكتوبر الماضي، بدا الاسم مجهولاً

دمعة خالد سعود الزيد خالد سعود الزيد

أواريك في خافقي لو يفيق وأرثيك أم أنني لا أطيق؟

تلك المدينة ممدوح عزام ممدوح عزام

الغريب أن هذه هي المرة الأولى، بعد ثلاثين سنة من الغياب تصل فيها إلى القرية قبل العيد بيوم مدينة ملاه كاملة، تجرها سيارتا شحن زرقا وإن ساحرتان، ويرافقهما خمسة رجال طوال القامة، سمر تفوح منهم روائح السفر، وثلاث نساء لهن ملامح قرباطية دافئة ملتفات بثياب مزهرة، موشاة بالقصب. وقد اخترقت القرية برمتها في الدائرة البيضوية التي يرسمها الطريق الرئيسي فيها، جامعة وراءها الصبيان حفاة، عراة صارخين كالثعالب