العدد (766) - اصدار (9-2022)

ألبانيا حكايات التاريخ المنسيّة على البحر الأدرياتيكي محمد بن سيف الرحبي

قلت لموظف التذاكر: ألبانيا. أجابني، وكأنه يصحح ما يحسب أنه سمعه خطأ: ألمانيا؟! كنت أنظر إلى تيرانا، لا إلى بون، وإلى بيرات وليس إلى ميونخ، وإلى الشرق من القارة العجوز... لا إلى ذلك الغرب الأوربي الذي نهض برافعات المعرفة، تاركا المحيط السوفييتي يغرق في تناقضات الأيديولوجيات فعبثت العواصف ببواباته الهشّة. أين تقع هذه البلاد؟ وأحسبها وقعت من حسابات التاريخ، وتركتها الجغرافيا تبحث عن نفسها بين دول إقليم البلقان، فعلى حدودها تبعثر الاتحاد اليوغسلافي كما وقعت تداعيات «السوفييتي»، وذهب جوزيف تيتو إلى غير عودة تاركا لساسة آخرين يفتشون عن قومياتهم، فاحتاجت القارة المشتعلة بتبعثرات وتساقطات كهذه إلى رجل الإطفاء «الغربي» الذي يتنقّل بحقيبته السياسية يبحث عن مخرج يصبّ الماء (وربما الزيت) على الجحيم المتمرّد، فوقف في ألبانيا إبراهيم روجوفا لعلّه يعيد البوصلة إلى هذه البلاد التي عبرها الكثير من الغزاة، وآن لها أن تستريح.