العدد (410) - اصدار (1-1993)

الزلزال.. اهتزت الأرض، فارتجفت الجغرافيا، وارتعش التاريخ المحرر

في الساعة الثالثة وتسع دقائق عصر يوم الإثنين الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اهتزت القاهرة وما حولها من الأرض المصرية بزلزال قوته تتراوح ما بين 5. 5 - 9. 5 درجة على مقياس ريختر. ورغم أن هذا يعتبر زلزالاً متوسطاً، بين الزلازل العظمى والصغرى، إلاّ أنه أفزع العالم واعتصر قلوب العرب. فالقاهرة هي متحف حضارة الدنيا منذ فجر التاريخ البشري وحتى يومنا. وهي موضع حنين وحلم في كل فؤاد عربي.

النشأة والتكوين رشدي سعيد رشدي سعيد

أثبتت كوارث الهزات الأرضية وأجهزة الرصد الحديثة أن قشرة الأرض التي نعيش عليها ليست ثابتة ولا راسخة، وهي في حالة اهتزاز دائم. فمن أين تأتي هذه الاهتزازات؟ وما موقع زلزال القاهرة الأخير بينها؟ لا يبدأ إحساس الإنسان بالزلزال إلا عندما تصل شدة الهزات إلى درجة 4 على مقياس ريختر وتصبح كبيرة حقا ومسببة لأكبر النكبات عندما تزيد درجتها على درجة 7 على هذا المقياس، وتتدرج درجات مقياس ريختر لوغاريتميا أي أنها تتزايد بمعدل عشر مرات لكل درجة

مقدمات وعواقب مأمون ملكاني مأمون ملكاني

بعد أن أدخلنا المقال السابق في دائرة تحليل نشأة الزلازل وكيفية تكونها، يمضي بنا هذا المقال ليعدِّد أنواعًا أخرى من الزلازل، ويركز على مقدمات وعواقب الهزات الأرضية ويشير إلى سُبل الحد من مخاطرها. لم يتمكن العلماء حتى الآن من اكتشاف طريقة دقيقة للتنبؤ بحدوث الهزات الأرضية أو الزلازل، لأن مثل هذه الطريقة لو وجدت لتجنبت البشرية ويلات الزلازل مباشرة في وضع بعض الطرق للتنبؤ بالزلازل أو الهزات الأرضية.

أجهزة إنذار مبكّر حيّة فوزي عبدالقادر الفيشاوي فوزي عبدالقادر الفيشاوي

على الرغم من التقدم الذي تحقق في مجال علم الزلازل، فإن الأجهزة العلمية الحديثة لا تستطيع التنبؤ بالحدث. وكل ما يمكن أن تقدمه دراسات العلماء.. مجرد إعطاء فكرة عامة عن تطور النشاط الزلزالي في مناطق العالم المختلفة وعلى حد تعبير بعض هؤلاء العلماء، فإن التنبؤ في مجال الزلازل، لا يعدو أن يكون تشخيصًا، وليس تنبؤا حقيقيًا مضبوطًا. تلك هي وجهة نظر علماء الجيوفيزيا، ولكن يبدو أن لعلماء سلوك الحيوان وجهة نظر أخرى...

القشة التي قصمت ظهر آثار قاهرة المعز ماجدة الجندي ماجدة الجندي

وجع على أوجاع... هم وبلاء سقط فوق كاهل ينوء بتل من الهموم... قشة قصمت ظهرالبعير... هذا ما فعله زلزال الثاني عشر من أكتوبر بالتراث المعماري الإسلامي لـ "قاهرة المعز" وقلبها العتيق المثقل بعدوان الزمن والناس معًا.. فلا الزلزال "بريء" من دم الآثار الإسلامية بالقاهرة ولا كان "وحده" الجاني وإن كان قد وضع الجميع أمام خيارٍ من اثنين: إما جراحة واستئصال حقيقي لكل ما يفتك بكنوز الفن والمعمار الإسلامي "فتكون" وتحفظ للأمة الإسلامية والعربية جزءا لا يستهان به من ذاكرتها الحضارية التي تشهد على إبداع الأنامل والمخيلة العربية.