العدد (767) - اصدار (10-2022)

المفكر محمد المكي إبراهيم: هذا ليس زمان التأملات وتدوين المشاهدات عصمت معتصم البشير بانقا

لو قرأنا تاريخ الأدب والشعر الحديث في السودان لوجدنا المفكر الأديب الشاعر محمد المكي إبراهيم أبرز علاماته وأهم مفكريه في فترة ما بعد الاستقلال بما بعث في شعره من أفكار خصبة، وتجليات عميقة مشرقة تصطبغ بقضايا اللون، وتتفجر من فلسفة الخوف من التشظي الاثني، والقضايا الوطنية الكبرى والمعاناة الحقيقية للسودانيين إزاء الواقع، وعندما ينادي الناس «ود المكي» يكون المراد معروفًا لدوره الفعال في الحركة الشعرية الحديثة في السودان بإحيائها وتجديدها وتطويرها، وتتجسد القيمة الكُبرى في كونه ثاني اثنين عمدا إلى تأسيس تيار «الغابة والصحراء» الذي شمل غيرهما، وهو التيار الذي يهفو إلى خلق مزاوجة الهوية بين الأفريقانية والعروبية (الأفروعروبية)، وأحدث جدلًا واسعًا في الأوساط منذ النصف الأول من ستينيات القرن الماضي إلى الآن، غير إنجازاته الكبيرة وعظمة مردوده على الثقافة السودانية والقصيدة العربية والأجيال، وكذلك دوره المؤثر في استنهاض الشعر الثوري، وإيقاظ الشعور الوطني تجاه الأنظمة الديكتاتورية، ما جعل الأجيال تناديه أيضًا بـ «شاعر الأكتوبريات».

الكاتب الفرنسي إريك فويار: حقيقة التاريخ في تفاصيله الصغيرة والخيال الملجأ الأخير منير عتيبة

رغم حصوله على جائزة جونكور عام 2017 إلا أنني لم أسمع بالكاتب الفرنسي إريك فويار إلا عندما أرسل إليّ الدكتور أيمن منير نسخة من ترجمته لروايته التي فازت بالجونكور (جدول أعمال). أدهشني بناؤه الروائي المختلف، وتناوله الفني الحيادي للتاريخ، وتواصلت معه للتحاور حول الرواية وعلاقته بالكتابة عمومًا، فوجدت ترحيبًا كبيرًا. لكن الحوار مع إريك فويار زاد مساحة الدهشة لديّ، إذ وجدته محبًا للقاهرة، عاشقًا للآثار المصرية، وفي إجابات بعض أسئلتي نجده يستشهد بابن عربي، وحافظ الشيرازي، ومحمود درويش، ويشيد برواية «الأيام» لطه حسين؛ ما جعل الحوار أكثر ثراءً وحميمية بالنسبة لي. وما زاد من مساحة الود في هذا الحوار تعاون كل من د. أيمن منير والأكاديمية المغربية د. كريمة بوحسون معي في تصحيح ترجمة حواري مع إريك فويار، فلهما مني جزيل الشكر والامتنان.