العدد (767) - اصدار (10-2022)

فلسفة التقنية ومآلات التكوين المعرفي ماجد الشيباني

من الأهمية بمكان تقديم أعمال تتناول مسألة «التكوين المعرفي»؛ نظرًا لأن الموضوع خارج اهتمامات الباحثين على الرغم من التقدم التقني السريع، والذي بات توظيفه مطلبًا أساسيًّا في المنظمات والمؤسسات. إن العودة إلى مسائل التاريخ تعد رحلة طويلة في الارتباط بالآخرين من أجل الكشف عن قدراتهم العجيبة على الوصول إلى مصادر المعرفة في ألواح من الطين، وفي لفافات ورق البردي، والتي بدأت في المعابد والكنائس والأديرة، وفي القصور الملكية، والذي شكل نوعًا من التجميع والتصنيف لعلوم كانت أقرب إلى الحفظ منها إلى النشر، والمساهمة في نقل المعرفة.

أثر الترجمة في عالمية اللغة العربية د. جان جبور

في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات والثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي عام 2012 قرارًا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه (عام 1973) القرار القاضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

التراث العربي الإسلامي وأفق القراءة الممكنة د. خالد التوزاني

يفرض الاهتمام بالتراث العربي الإسلامي اليوم قراءة جديدة، لا مفر من ذلك، بالنظر لسياق العصر الذي نعيشه، هذه القراءة لكي تكون سديدة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية، خاصة كل ما له صلة بالهجمات الثقافية التي تؤثر في الهوية، فالتراث ليس مجرد أحداث مضت وانتهت ولم يعد لها وجود، بل دروس وعبر. أحيانًا لا تقطف بعض المجتمعات ثمار جهدها إلا بعد مرور عدة عقود من الكفاح والصبر، فتنعم الأجيال الجديدة بالأمن والسِّلم بما أسّسه السّلف من منجزات، حتى بعض الأحداث الغامضة قد لا يفهمها الناس إلا بعد مرور سنوات طويلة، فاليوم بدأت الاكتشافات العلمية تقف على أسرار عيش الكثير من الأمم السابقة، وتصف أسباب زوال تلك الأمم، وكيف كانت تعيش نوعًا من الاستقرار والرخاء قبل طمس وجودها ومحو حضارتها، إذ لم يتبق إلا ذكرها في بعض القصص التي يتداولها الناس ويظنون أحيانًا أنها من وحي الخيال، وتبقى التفاصيل في طي النسيان، يبتلعها بحر الغموض.

بين المحاكم البابوية والملكية محاكم التفتيش في أوربا العصور الوسطى طارق شمس

ولدت محاكم التفتيش التي عرفتها أوربا خلال العصور الوسطى عقب ظهور طبقة من المثقفين الذين خرجوا على معايير الكنيسة وعصر الظلمات كما يسميه البعض، هذا العصر الذي تحكمت في حياته اليومية كنيسة روما والقبائل الجرمانية والإقطاع، فطوال الفترة الممتدة من القرن الرابع للميلاد وعلى إثر سقوط روما بأيدي القوط عام 476م ونهاية الإمبراطورية الغربية استفرد أسقف روما بحكم الغرب الأوربي مدعومًا من حلف أقامه مع الفرنجة وعلى رأسهم شارلمان الذي توّج امبراطورًا بكنيسة القديس بطرس في روما عام 800م، ليحمل لقب الامبراطور، وهو من أصول جرمانية، ولتحمل امبراطوريته اسم: الامبراطورية الرومانية المقدسة، كون البابا، نائب القديس بطرس والسيد المسيح قد أعطى لهذه الشخصية الحق في تبوؤ الكرسي الامبراطوري مكان الامبراطور الروماني الغائب.

الأدب والسياسة أحمد محمد المعتوق

ليس هدفنا هنا أن نتحدث عن طبيعة العلاقة بين الأدب والسياسة أو عن أشكال هذه العلاقة، وإنما الغرض أن نسلّط بعض الضوء على جانب من التواصل المثمر بينهما في إطار حقبة من التاريخ الإسلامي العربي، والذي يمكن إسقاط صورته على بعض جوانب الحياة الحاضرة، وتجسيده بوصفه تجربة من التجارب الغنية من حيث إيحاءاتها وانعكاساتها على الحركة الفكرية في عمومها، والنظر في إمكانية الاستفادة من هذه التجربة في إحداث تغيير إيجابي بواقعنا العربي الراهن، أو التخفيف مما يواجهه هذا الواقع من أزمات سياسية وصراعات فكرية وحضارية، حيث إن نمط العلاقة بين الأدب والسياسة في الحقبة المشار إليها كان باعثًا على النهوض بالأدب والفكر وحتى على السياسة نفسها أو على جوانب إيجابية منها على الأقل. ولاشك أن النهوض بذلك كله يمكن أن يكون طريقًا من الطرق التي تقود الأمة إلى حضارة أفضل.