العدد (784) - اصدار (3-2024)
يبرز دور المثقف في المجتمع من خلال ما يتركه من أثر إيجابي في تغيير الوعي الفردي والجماعي لدى أفراده، سواء من خلال ما يساهم به من فكر وأدب وعلم وإبداع، أم من خلال ما يثيره من أسئلة مشروعة حول مواقف وأفكار تتداعى من هنا وهناك. هذا الدور منوط به بالدرجة الأولى لأنه يمثل بشكل أو بآخر ذلك المنقذ من الأمية والجهل بالشيء والواقع، فكل مثقف لا يمكنه أن يحقق هذا الشرط إن كان في غنًى عن هذا الدور الكبير الذي يمنحه المكانة اللائقة به داخل مجتمعه؛ وإلا كان وجوده كعدمه. فدوره الكبير في توعية الناس وفهم الواقع ومحاولة قراءته بشكل يوحي بقدرته على تحليل الأحداث والوقائع وإنتاج المعرفة واكتشاف صور التفكير الاجتماعية السائدة وتصحيح الخاطئ منها، هو أساس وجوده وحضوره كفرد فاعل في مجتمعه ومحترم بشكل كبير وقوي.
ليس ثمّة شكّ في أنّ الأمّةَ العربيّةَ تعيش مرحلة الانسحاق الأعنف في تاريخها المعاصر، في ظلّ الانعطافات التّحوّليّة الحادّة الّتي يشهدها العصر التّكنولوجيّ القائم، عصر الذّكاء الاصطناعيّ. إنّها تتخبّط في شباك الاستنزافِ لعجزِها عنِ المشاركةِ في إنتاجِ العلمِ المواكبِ العصرنة والتّطوّر والتّقدّم في شتّى الأطر الفكريّةِ والعلميّةِ والتّكنولوجيّة والسّياسيّة والاقتصاديّةِ والاجتماعيّة والعسكريّة وغيرها؛ العلم الّذي يمنح «الجنسيّة الثّقافيّة» إذا تمّ التّفكير في قضايا الأمّة العربيّة من داخل الثّقافة العربيّة وبواسطتها، على ضوء ما يشتمل عليه تاريخها من نتاجات نظريّة عقلانيّة ومادّيّة وروحيّة، وما يكنزه من أنماطٍ تفكيريّة وسلوكيّة اجتماعيّة وأخلاقيّة موروثة، هي على صلة وطيدة بالمحيط الجغرافيّ.
السينما ليست سوى فرح ممتزج بالحزن، هناك حب وانتقام، دموع ودم، كراهية وصداقة، حياة وموت، جمال وبشاعة، لأن السينما هي عالم من التناقض، لا تصوّر الأشياء، ولكن تبني ذاتها من خلال الأشياء، ثم توجهها نحو الأفول في العدمية، هكذا يبدأ الانحلال لأي أفق مشترك من التأويل الفيلمي للفيلم، فمَن الذي يقوم بالتأويل الناقد أم المخرج؟ وكيف يمكن للبطل التراجيدي أن يمدنا بغموض القدر الذي يهددنا؟ وما معنى أن نكون مأخوذين بطبيعتنا في محاولة تفسير معنى هذا الغموض الذي نعيش فيه؟