العدد (784) - اصدار (3-2024)

التّجربة الشّعريّة الجديدة والتباسات التّسميّة رشيد الخديري

شَهِدَ الشعر المغربي منذ مطلع الستينيات إلى وقتنا الراهن انعطافات مهمة توازيًا مع تطور الشعريات العربية، وفي ظل التَّحولات التي عرفها العالم العربي على كافة المستويات، وهو تحوُّلٌ ساهم في تطوير مفهوم الشعر، أدواره ووظائفه في الحياة.من هذه الزاوية، يرى الناقد المغربي نجيب العوفي: «أن المشهد الشعري المغربي شَهد في العقد الأخير من القرن المنصرم ازدهارًا شعريًا كميًّا لافتًا للانتباه وخليقًا بالاعتبار».

رواية «حديث كاظمة» التاريخ وأصالة الهُويَّة يوسف حمدان

يعمل الروائيُّ الكويتيُّ فيصل عادل الوزان على التأصيل التاريخيِّ والثقافيِّ للهُويَّة الكويتيَّة في روايته «حديث كاظمة»، وليس هناك أداةٌ لفعل ذلك أفضل من البحث في المكان الذي نشأ فيه ذلك التاريخ وتحرَّك خلاله، لتبيانِ عُمقِ العلاقة بين الزَّمن والمكان، ولتمثيلِ فكرةٍ وحملِها إلى أبناء هذه البلاد من الأجيال المعاصرة، مفادُها أنَّهم غير منبتِّين عن ماضٍ حضاريٍّ عريقٍ، فيه تعرُّجاتٌ وتحوُّلاتٌ على مستوياتٍ شتّى، وأنَّ وجودهم ليس وجودًا طارئًا في المكان، بل هو مُتأصِّلٌ في عُمق الزمن.

ظلُّ الذَّات في ديوان «بين الخرافة والصَّهيل» د. أحمد تمَّام سليمان

ينتمي ديوان «بين الخرافة والصَّهيل» إلى شعر الفصحى المعاصر، للشَّاعرة المصريَّة عبير يوسف، ويتـكـوَّن من إحدى وعشرين قصيدةً، عناوينها: «مازلْتُ تلك الَّتي كانت منذ قليلٍ - موسيقى لم يقـترفها أحدٌ - رأسٌ كأنَّه أنا - متوحِّـدٌ بـ «لا» - عندما يصبح اللَّاشيء شيئًا مذكورًا - ومضاتٌ - قصيدةٌ مبتورة الأطراف - الصَّوت العائد من مصافحة الرِّيح - سأقـترف النَّهر- خيوط العنكبوت - حينما يمرُّ الماء سريعًا - صمتٌ وشيكٌ - مع سبق الإصرار والتَّرصُّد - أفتح للرُّؤى صفحاتي - ما بين الطَّمي والماء - ساعاتٌ بلا وقتٍ - هو كما أراد تمامًا - إلَّا قليلًا - احتراقٌ - علامة تعجُّبٍ قصوى - رسائلُ منِّي إليَّ: عشرة مقاطعَ شعريَّةٍ»، ومعظمها جملٌ مقـتطَعةٌ من أعطاف القصائد، فهي منتـقاةٌ من مفردات المعجم المتـداوَل، وتـنماز بسلاسة الأسلوب وانـقـياد الدِّلالة.

مرايا النقَّاد د. يوسف نوفل

يعرض النقاد نظرياتهم، وآراءهم في أعمالهم من: كتب ودراسات وحوارات، وفي حالات نادرة يعرض النقاد نظرياتهم وآراءهم من خلال «مراياهم»، فكتبت الفرنسية جان أرقش كتابًا أسمته «مصر في مرآتي»، (علق عليه طه حسين بمجلة «مجلتي» لأحمد الصاوي ع 7، ص 613، أول مارس 1935)، وكتب أبرامز «المرآة والمصباح»، وكتب عبدالعزيز البشري «في المرآة» (كتب للجميع، القاهرة، وهو جملة ما نشره الشيخ عبدالعزيز البشري في جريدة السياسة الأسبوعية، ثم في سلسلة كتب للجميع)، مبينًا الغاية من مرآته في تحليل الشخصية والتسلل إلى مداخلها بصورة فكهة، حيث تناول صورًا عن شخصيات: سعد، وزيور، ويكن، وثروت، والهلباوي، ومحجوب، وعلي أدهم، وفكري أباظة، وحافظ رمضان، وأمثالهم.

مجلّة «شعر» اللبنانية بين العددين الأوّل والأخير سلمان زين الدين

في ربيع 2010، وخلال الاحتفاء ببيروت عاصمة عالمية للكتاب، أعادت دار نلسن للنشر اللبنانية إصدار العدد الأوّل من مجلّة «شعر»، في عدد تذكاري، بعد مرور ثلاثٍ وخمسين سنة على صدوره، شتاء 1957. وفي صيف 2023، أعادت إصدار العدد الأخير من المجلّة، في عدد تذكاري، في محاولة منها لإكمال ما بدأه السلف، بعد مرور ثلاثٍ وخمسين سنة على صدوره، خريف 1970. والمفارق، في هذا السياق، هو أنّ المدّة الزمنية الفاصلة بين العددين الأوّل والأخير، بصيغتهما الأصلية، مطابقة لتلك الفاصلة بين العددين، بصيغتهما التذكارية، وهي ثلاث عشرة سنة. ولعلّ هذا التطابق بين المدّتين هو إحدى المصادفات القَدَرية التي كثيرًا ما نُصادفها في الحياة دون أن نملك تفسيرًا لها. على أنّه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مجموع الأعداد التي صدرت من المجلّة، بين شتاء 1957 وخريف 1970، بلغ أربعةً وأربعين عددًا، وقد صدرت على فترتين منفصلتين، تمتدّ الأولى بين 1957 و1964، وتمتدّ الثانية بين 1967 و1970، ما يعني أنّها توقّفت عن الصدور، ثلاث سنوات، بين 1964 و1967.