العدد (638) - اصدار (1-2012)

ملك عبد العزيز.. همس القصيدة (شاعر العدد) سعدية مفرح

كانت تتمشى في أفق قصيدتها الخضراء الممتلئة برائحة الشجر الذي أحبته في شوارع القاهرة التي عشقتها عندما حانت نهايتها فجأة في ذلك العبق الأخضر وفي وسط القاهرة. انسحقت الشاعرة الحالمة ملك عبدالعزيز تحت أغصان شجرة عتيقة انتهى عمرها فجأة فهوت في اللحظة التي كانت الشاعرة تمر من تحتها وهي تفكر، ربما بمشروعها الأثير الأخير وهو الإشراف على إصدار ما تبقى لديها من مخطوطات زوجها الناقد الراحل محمد مندور

بين أمل دنقل وصلاح عبدالصبور جابر عصفور

عندما بدأ أمل دنقل (1940-1983) كتابة الشعر كان صوت صلاح عبدالصبور(1931-1981) واحدًا من أعلى أصوات الشعر الحر في مصر، وواحدًا من أبرز ممثليه على امتداد الوطن العربي كله، جنبًا إلى جنب نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وأدونيس، وسرعان ما لحق أحمد عبدالمعطى حجازي المولود بعد صلاح عبدالصبور بأربع سنوات بالركب، موازيًا لصديقه صلاح الذي سبقه في الدرب نفسه

توماس ترانسترومر: شتاءٌ ساخنٌ.. أشرف أبو اليزيد أشرف أبواليزيد

حين التقيت الدكتورة جيل رامسي؛ أستاذة الأدب العربي في جامعة أوبسالا بمملكة السويد، قبل أكثر من عقدٍ، وكنّّا في العاصمة العُمانية مسقط، قالت لي جملة لا أنساها: «يمكنك أن تزور السويد لأي شيء، عدا الطقس». كانت تلك إشارة إلى قسوة المناخ في شبه الجزيرة الاسكندنافية، برودته، صقيعه، وربما لونه الأبيض السرمدي، أو رماده الذي يسكن السحاب. ولكن حين أهدتني رامسي، في لقاء بالكويت قبل خمس سنوات، أنطولوجيا الشاعر توماس ترانسترومر «ليلاً على سفر»، التي ترجمها علي ناصر كنانة، وراجَعتْها هي، أحسست أن مناخ السويد تبدَّل. كانت هناك شمسٌ، وكان هناك ربيعٌ، وكان هناك فردوسٌ مستعادٌ

قصص على الهواء مي التلمساني

لست من هواة الثرثرة في الكتابة «ولا في الحياة»... وأعتقد أن الكاتب المتلعثم لا الثرثار هو أقرب الكتاب إلى قلب القارئ وذهنه معًا، لأن حالة التلعثم هي خليط من التردد والتفكك والشك في معنى الكلمات والميل لتأكيد التناقض. تلعثم الكاتب بحثًا عن أسلوب، أمر يرتبط بطموح الكتابة الجديدة، المارقة، الخارجة عن ثبات اليقين، والتي تعي الفرق الهائل بين الثرثرة والتلعثم. يقول الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز عن الأسلوب إنه حالة من التلعثم ينتجها الكاتب من داخل لغته