العدد (637) - اصدار (12-2011)
ستظل السينما الإيرانية هى تلك المنطقة المجهولة، لا يكاد يعرف عنها أحد خارج بلادها، إلا تلك الحفنة المحدودة من الأفلام التى تخرج بشكل رسمى إلى المهرجانات فتحدث الصدى, ثم تعود مرة أخرى إلى بلادها. هل كان يجب أن نذهب إلى طهران, وسط أول وفد مصري فنى, غير رسمى، لمشاهدة نماذج من الأفلام الإيرانية، الحديثة، للتعرف عن قرب على جانب من هذه السينما خصوصًا أن ما شاهدناه من عروض للأفلام لا يكفى أبداً لكي نتعرف على هذه السينما التى أثارت جدلاً، وحازت جوائز فى أنحاء متفرقة من المهرجانات؟
نبدأ بالإشارة إلى أن اسم هذه اللوحة المستخدم في العنوان والرائج شعبيًا ليس صحيحًا، بل يعود إلى اسوداد «الفرنيش» الذي كان يغطيها بمرور الزمن، مما جعل الناس يعتقدون أنها تمثل مشهدًا ليليًا. ولكن بعد تنظيف هذا الفرنيش تبين أنها تمثِّل مشهدًا نهاريًا بالرغم من الألوان الداكنة التي تطغى عليها، والأمر طبيعي في البلدان الشمالية حيث يبقى ضوء النهار ضعيفًا وشاحبًا جدًا خلال فصل الشتاء
ذات صباح، صاح الديك، ككل صباح.. صياحه يوقظ الأحلام وتسطع الشمس.. يحدث هذا كل صباح.. كأن صياح الديك هو الإعلان عن انتهاء الليل. ذات ليلة استغرب سكان الحي، إذ سمعوا صياحًا للديك وكان البدر ساطعًا في الأجواء.. تلك الليلة صاح مرّة واحدة.. وكأن الديك في ورطة أو في أرقٍ أو في شوقٍ لنور الصباح.. صاح مرة واحدة.. بعدها سمعت أصواتاً بعيدة.. ما لبثت أن اقتربت..عاد الديك يملأ الصباح صياحًا..