العدد (637) - اصدار (12-2011)

محمد الماغوط.. شاعر الأسئلة والحزن (شاعر العدد) سعدية مفرح

«سأدخن همومي وجراحي كما لو كنت في نزهة على شاطئ البحر ووراء القضبان أعقد لقصائدي شرائط وجدائل مدرسية بيضاء وأطلقها من النافذة، ثم اتابع خطوات السجان وهو يذهب ويجيء أمام زنزانتي كأنها آثار قلمي». وفعلا فعل محمد الماغوط كل ذلك قبل أن يضع النقطة الأخيرة على السطر الأخير في قصيدته الأخيرة، ويغادرنا ساخرًا من كل شيء، عاريًا من كل شيء، وغير واثق إلا من قدرة الشعر على اجتراح معجزات لم يعد بها مكان في زمان رمادي لا يحب المعجزات ولا يحترم المؤمنين بها وحتى عبر القصيد وحده

الاستقرار في ماديسون جابر عصفور

عندما هبطت من الطائرة التي أقلتني من ولاية نورث كارولينا، حيث استضافني أحمد شمس الدين الحجاجي، فاجأتني من جديد الوحدة التي شعرت بها في مواجهة مصير مجهول، فلم أكن طالب بعثة أتى للتعليم في الولايات المتحدة، وإنما كنت أستاذًا مساعدًا زائرًا، جاء للتدريس في إحدى البلدان المتقدمة التي تمنيت الحصول منها على درجة الدكتوراه. ولكن أمنيتي لم تتحقق بسبب فساد الأوضاع الجامعية، وهاهي إرادة الله، ثم فضل أحمد شمس، وصلا بي إلى هذا الوضع، فأصبح الحلم متحققًا جزئيًا، لكن على نحو أصعب

قراءة في مجموعة طالب الرفاعي «سرقات صغيرة» لؤي حمزة عباس

مع «سرقات صغيرة» يواصل الروائي والقاص الكويتي طالب الرفاعي سعيه القصصي، محاولًا توسعة عالمه بما يضيء من زوايا وما يقترح من معالجات، لتشهد مجموعته الجديدة خطوة ينفتح معها الحقل القصصي وتتعدد مداخله، محددة مسارها على طريق قصصي لطالما أكد أهميته وهو يراود عالمًا خاصًا لا في بعده الاجتماعي وطبيعة العلاقات المؤثرة فيه فحسب، بل في مذاقه الخاص الذي شكّلت قصة طالب الرفاعي القصيرة مدخلًا حيويًا من مداخله، لا تعوزه الجرأة في النظر إلى المجتمع الخليجي والتقاط كوامنه

قصص على الهواء إنعام كجه جي

قرأت أكثر من خمس عشرة قصة ترشحت للمسابقة وتمتعت بها كلها، بهذه الدرجة أو تلك، ولم أجد بينها ما يصرفني عن استكمال المطالعة منذ الأسطر الأُولى. لكن بما أن المطلوب مني هو اختيار خمس قصص منها فحسب، فقد كان علي أن أُعاود القراءة بنظارات مزودة بغربال. أحببت قصة «سر المهنة» لكاتبها عبدالصمد الإدريسي من المغرب لسببين؛ الأول أنها مبطنة بسخرية غير معلنة، والثاني أنها مخلصة لقاعدة قديمة من القواعد المستحبة في كتابة القصة القصيرة وهي ما يسمى بضربة الختام