العدد (622) - اصدار (9-2010)
قرأتُ سيرة حياة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، في كتابه (خارج المكان) ثلاث مرات. الأولى كانت قراءة متعة واكتشاف. والثانية حين كنتُ أحضّر لبحث أكاديمي احتجتُ خلاله إلى شذرة عابرة من سياق هذه الحياة. والقراءة الثالثة هي هذه المقدَّمة إلى مجلة العربي، وأحسبها أكثرهن إشباعاً لرغبة النفس في الانطلاق، والتماسّ مع هذا الوجدان الحيّ النابض، المتمثل في هذه السيرة المؤثرة. حتى يتمثل لي المشهد أكثر قرباً، رجعتُ إلى موقع (يو تيوب) الإلكتروني، لأستكمل الصورة الذهنية بصورة بصرية، تريني إدوارد سعيد حياً على الشاشة، يتحدث إلى جمهوره
طالما عشت معيشي الخاص في عدة مدن، كما عشت معها في الكتابة تفاصيل تشكيلها في اللغة والأحداث والشخصيات، عيشا آخر بَانِيًّا لها في عدة أعمال. عشت بين فاس وطنجة ومرتيل، وهي مدن لا تَعْلُو على بعضها، بالرغم من اختلاف النسيج الاجتماعي وتباين الفضاءات، فكلها تعبر عن خصوبة العيش, مظاهر تَشَكُّلُ المجتمع وخصوصية التاريخ، وكلها يمكن أن يستوحي منها الروائي عوالم أعماله، بما يتفاعل في تلك العوالم من شخصيات وأحداث وتفاصيل يومية
أمرت شجر الدر جواريها: أحضروا كل صناديق جواهري. كثيرة وثقيلة، مصنوعة من خشب الأبنوس والورد، ومشغولة بالذهب والفضة، فتحوها فامتلأت الغرفة بألوان الطيف، تألق اللؤلؤ الصافي، والذهب الداكن الصفرة، والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر كدم الحمام، والماس المضيء، انعكست ألوانها على وجهها الشاحب، تحسستها بأصابع مرتعدة، كانت باردة ككل شيء يحيط بها. التفتت إلى الجواري مرة أخرى وأمرتهن: أحضرن الهون. ظللن واقفات لا يفهمن ماذا تعني، ولكن واحدة منهن كانت أكثر انتباها، ذهبت إلى مطبخ القصر حيث الهون النحاسي موجود في أحد الأركان
لم تكن تجربة محمد يونس في بنغلادش أمراً عادياً يمكن أن يمر مرور الكرام، إنما تمثل تغيراً كبيراً في عدد غير قليل من المفاهيم والمبادئ في علوم الاقتصاد والاجتماع والإدارة وهذا ما يجب الوقوف عنده ملياً ليس من باب التعرف على التجربة ومحاكاتها وإنما في كيفية توظيف الأسس والمفاهيم التي جاء بها محمد يونس ومحاولة الاستفادة منها في قضايا عامة أخرى تأكل المجتمعات النامية واقتصاداتها، مما يشكل مدخلاً حديثاً لمعالجة كم كبير متراكم من المشكلات