العدد (732) - اصدار (11-2019)

«مُشاكَلَة الناس لزمانهم» التحليل العمراني للأعمال التراثية فردريك معتوق

أعجبني الكتاب الأخير لعبدالرحمن الشقير * لسببين؛ فمن ناحية يقدّم فيه للقرّاء عملًا تراثيًّا غير معروف، هو كتاب المؤرخ أحمد بن إسحاق اليعقوبي، الذي يحمل عنوان «مشاكلة الناس لزمانهم، وما يغلُب عليهم في كل عصر»، ومن ناحية ثانية يعتمد صيغة مقاربة منهجية جديدة تعتمد «دراسة وتحقيق» هذا النص التراثي المهم، لا مجرد «مراجعة وتحقيق» المادة الموضوعة بعهدته. فالفرق كبير بين أن تدخل إلى التراث العربي من باب المراجعة، كما هو مألوف، أو أن تدخل إليه من باب الدراسة، فعندما تُلزم نفسك بالدراسة تكون قد ألزمتها طوعًا باعتماد المنهج التحليلي النوعي، في حين أنه عندما تربط نفسك بالمراجعة، تكتفي باللجوء إلى المنهج الوصفي.

الحداثة والتحديث في دول الخليج العربية سعيد بوعيطة

عرفت أوربا مرحلة التنوير، نتيجة أحداث وتحولات تاريخية مهمة حدثت متلاحقة في فترة زمنية ليست متباعدة نتج عنها فكر حداثي، وثورة فكرية لفلاسفة ومخترعين ومبدعين أدّت إلى الثورة الصناعية والثورتين الأمريكية والفرنسية، خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر. من هنا، صار للحرية وزن وأهمية في صناعة العصر الحديث تقوم هذه الحرية على حق النقد والاستقلال في العمل، وهذا ما قام به الفيلسوف كانط (1724 - 1804) سائرًا على نهج المدرسة الألمانية، ذلك المنهج الذي يقود إلى التقدّم، حيث سارت عليه أوربا فيما بعد، وبذلك انتقلت من مخلفات تخلّف أوربا في العصور الوسطى إلى الحداثة في العصر الحديث، حيث لم تعد الحداثة أوربية فحسب، بل عالمية، فقد بدأت فكرًا حداثيًّا، ثم غدت تحولات تحديثية على أرض الواقع.

ثقافة رقمية د. فيصل أبو الطُّفَيْل

ما يزال الرقمي يلقي بظلاله على حياتنا ويفرض نفسه على عصرنا, بما لا يترك مجالاً للتغاضي عنه أو تجاوزه. وهو ما يغري الكتاب المعاصرين المتخصصين بالتأليف في مداراته ومناقشة قضاياه ومحاولة بسط إشكالاته. وفي هذا الصدد, يقدم دومينيك كاردن آخر مؤلفاته الموسوم بـ "ثقافة رقمية" بوصفه توليفة مركزة لما أحدثته الثورة الرقمية في حياتنا, وموجزاً شاملاً يبلور تصوراً نسبياً يأخذ على عاتقه توضيح كيف أثر سياق متصحفي الإنترنت واختياراتهم في ولادة المعلومة وتحديد قيمتها, وكيف تتحدد أحياناً الطرائق الراهنة لاشغال كل من الإنترنت وشبكات الاتصالات.