العدد (681) - اصدار (8-2015)

بروق الغيب الشاعر سابقاً الفيلسوف محمد علي شمس الدين

في بيتين من الشعر، يقول شاعر الصوفية وشيخها الأكبر ابن عربي (محمد بن علي الملقب بمحيي الدين) (560-638هـ)، إنه يتبع خط البرق كيفما دار، وليس اتجاهات الأماكن. وخطّ البرق هو خطّ الكشف، وخطّ الغيب معاً، والأرجح أنه البوصلة التي يوجّه بها الرحّالة البلنسي الأندلسي الكبير وجهه نحو الله.

الكلام... المعمار... الغناء ثلاث لغات تقول مَنْ أنت محمد الأسعد

لا يجادل أحد في أن لغة الكتابة والكلام عنصرٌ أساس في الدلالة على هوية الإنسان، وهوية مجتمعه وحضارته بالتبعية، وقلْ مثل ذلك عن عناصر مضافة، مثل التاريخ المشترك، والنظام الاقتصادي، ومنظومات العقائد، هذا إذا أردنا الحديث عن الملامح الموحّدة، لكن هذه العناصر تظلّ خارجية تضاف بهذا القدر أو ذاك إلى الفرد والمجتمع، أي ليست داخلية مثل اللغة، أي لغة الخطاب الذي نقوله ونكتبه، فهذه تختزن ملامحنا الحقّة... تختزن أدوات التفكير والذاكرة والوعي وتشكيل صور العالم من حولنا، أي المفردات، وبهذه المفردات تتشكل المفاهيم التي بها نفهم ونميّز، ونعرف مكاننا في هذا العالم، ومكان العالم بالنسبة إلينا.