العدد (572) - اصدار (7-2006)
أجملُ ما في السير الذاتية الفلسطينية هو ذلك النسيج الذي يضفره صائغوها بين الخاص والعام, بين المحن والأحلام, بين التاريخ والأدب, بين الواقع الذي يشبه الخيال, والخيال الذي يمتطي صهوة الألم. تجمع هذه السير بين حياتين, أو أكثر, هكذا قرأنا في رحلة فدوى طوقان الجبلية الصعبة, وأوراق إدوارد سعيد خارج المكان, وذاكرة محمود درويش المتعمدة بماء النسيان, وانفعالات مريد البرغوثي حين رأى رام الله
هذه جزئيات من عاصفة وعاطفة متدفقة مثيرة, مترعة بالكلمات أحاط بها حتى أخرجها لنا نيكلسون: الحب, الشراسة, العمق, المفاجأة, الجمال, العدوان, الوحشية, المودة, الفوضى والمأساة, ومرة إثر أخرى وبإلحاح لافت للنظر, وفي كتابه المدوي وبنبرة ذات قعقعة صاخبة لكلماته. اقتفى نيكلسون في كتابه نهج أسلافه, بل جادل نيكلسون بقناعة حول ما هو أصيل, والطريقة التي كان نيلسون يسير بها, وفهم ما يدور وراء ظهر السفينة