العدد (241) - اصدار (10-2012)
في صباحِ أحدِ الأيّام تردّدت امرأةٌ في شراءِ الخوخِ بسببِ ثمنهِ المرتفعِ، ثم اختارتْ عشرَ خوخاتٍ بحيثُ يحصلُ كلّ فردٍ من عائلتها على حبّتين. عادتْ إلى المنزلِ وغسلتْ ثمارَ الخوخِ ووضعتها في صحنٍ قرب النافذةٍ وأخبرتْ عائلتَها أنّها ستقدّم الخوخَ إليهم بعد تناولِ الغداءِ. لفت الخوخُ انتباهَ الابنِ الأصغرِ «فانيا» الذي يبلغ من العمرِ ست سنوات، ولم يكنْ قد تذوّقه من قبلٍ. اقتربَ من الصَّحْنِ وأخذَ واحدةً وتشمّمها وتأمّلها بإعجابٍ واشتهى أكلها، ولكنّه يعرفُ جيّدًا قوانينَ البيتِ. لقد قالتْ أمّه إنهم سيتناولونه بعد الغداءِ وهذا سيحصل
استيقظَ «حسام» من نومِهِ بنشاطٍ كبيرٍ وهمةٍ عاليةٍ، إنه أول يومٍ من أيامِ الإجازةِ، وسيسافرُ فيه إلى المزرعةِ عند جدّه وجدّتِه العزيزينِ، لقد اشتاقَ لسماعِ حكاياتِ جدّته الممتعةِ والطرائفِ العجيبةِ، واشتاقَ أيضًا للتجوّل مع جدّهِ في المزرعةِ ليرى الدجاجَ والغنمَ والماعزَ والبقرَ وأيضًا العصافيرَ تروح وتجيء، إنه منظرٌ جميلٌ ورائعٌ، ولحظات ممتعةٌ. وقفَ حسام أمامَ والدته وهي تجهز الأمتعةَ والحقائب الخاصةَ بالسفرِ وخاطبَها بلهفة قائلاً: - أسرعي يا أمي، لقد تأخّرنا في الذهابِ عند جدي
يحبُّ رامي الألعابَ الإلكترونيةَ كثيرًا، لذلك تجدهُ يمضي أغلبَ وقتِه أمامَ شاشة الكمبيوترِ المحمولِ ويده لا تبتعد عن لوحة المفاتيح التي عن طريقِها يتحكمُ في تفاصيلِ اللعبةِ التي يختارها ويفوزُ فيها دائمًا، لأنه وُلد ذكيٌّ جدًا، فتارةً يتخيلُ نفسَه بطلاً من الأبطالِ الأسطوريين الذين يحاربون الوحوشَ الشريرةَ المرعبةَ، وتارةً تجدهُ مفتش شرطة يحاربَ اللصوصَ ويطاردُ العصابات وأخرى تجده يدافعُ عن نفسِه في منزلٍ مهجورٍ ومليءٍ بالرعبِ والمفاجآتِ
دَخَلَ الأُسْتَاذُ أَحْمَدُ، مُدَرِسُ مَادَةِ الفُنُونِ التَشْكِيلِيَةِ وَرْشَة الرَسْمِ بِالمَدْرَسَةِ: أَعْتَذِرُ لَكُمْ أَعِزَائِي التَلاَمِيذ عَنْ تَأَخُرِي فِي الاِلْتِحَاقِ بِكُمْ، فَقَدْ بَثَت وسائل الاعلام خَبَرًا مَفَادَهُ أَنَ لَوْحَةَ الرَسَامِ النَرْوِيجِي: «إِدْوَارْ مُونْك» (Edvard Munch) هَذِهِ، المُعَنْوَنَةِ بِـ«الصَرْخَةِ» (The Scream) (زَيْت عَلَى قُمَاشٍ، مَقَاسْ 91×73 سَنْتِيمِتْرًا) بِيعَتْ فِي مَزَادٍ عَلَنِي بِالأَمْسِ، لـَمْ يَتَعَدَ 12 دَقيِقَة بِقَاعَةِ «سُوتبيس» (Sotheby’s) بِنْيُويُورْك (الوِلاَيَاتِ المُتَحِدَة الأَمْرِيكِيَةِ) بِمَبْلَغٍ بَاهِظ جِدًا، 119,9 ملْيُون دُولاَر.. حِينَمَا تَلَقَيْتُ هَذَا الخَبَر فِي الصَبَاحِ البَاكِرِ
جلسَ مروان يلعبُ ببعضِ علبِ الكرتونِ الفارغة. تمنّى لو كانتْ عنده طائرة تطيرُ فعلاً أو حتى تسيرُ على الأرض.ليسَ ضروريًا أن تكون طائرةً، تكفي سيارة أو حتّى مسدسَ ماء، لعبة، أية لعبة حقيقية غير هذه العُلب الكرتونِ الفارغة المملّة. ليسَ من المعقولِ أن يطلبَ من أبيه شراءَ لعبة، فهو يدركُ ظروفه الصعبة. وليسَ من المناسب أن يذهبَ كلّ يومٍ إلى صديقه هارونَ ليلعبَ معه بلعبهِ