العدد (165) - اصدار (6-2006)
اشتهرت مصر منذ أيام الفراعنة، أي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، بصناعة الكتان. ومنها كانت تصدر المنسوجات إلى العالم. وقد سمى العرب قبل الإسلام المنسوجات الكتانية القادمة من مصر بالقباطي، نسبة إلى أقباط مصر، أي المسيحيين. ومن بين ما أهدى المقوقس عظيم الأقباط في مصر إلى رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، عشرون ثوبًا من القباطي
إسمي سليمان أندادو. وعمري أربعة عشر عاما . أنا من قبائل الصحراء الإفريقية الكبرى التي يشتهر رجالها بوضع لثام على الوجه لايُظهر غير العينين ونشتهر باسم «الطوارق». ولأننا نرتدي عادة جلاليب زرقاء فضفاضة يسموننا «الرجال الزرق» . لكننا نتسمّى بلغتنا: «تماشق» أو «تمازغ» وهي تعني : الرجال الأحرار
استيقظنا مبكرين من نوم ليل الشتاء الطويل، لري أرضنا الراقدة هناك بجوار النهر، قبل أن تنفذ أشعة شمسنا القاسية من بين السحب الرمادية التي نستقبلها صباح كل يوم، وتفسح لها طريقًا إلى السماء، فتحيل أرضنا نارًا تحرق الوجوه والأبدان، نجري إلى غابات النخيل الممتدة بطول النهر الذي تطل عليه واجهات بيوتنا، وهناك نتمدد فوق مساحة الظل الذي يلقيه سعف النخيل على الأرض أسفلها حتى تجيء أمنا بالشاي، نستريح قليلاً من عناء العمل
في الحكايات القديمة، كانت الساحرة تجلس أمام كرة من البللور لتمارس ألعابها السحرية، هذه الكرة قد تغيرت الآن، على الرغم من أنها لم تفقد شيئًا من سحرها، أصبحت كرة من الجلد، ولم تعد ملكًا للساحرة ولكن تتداولها أقدام اللاعبين في ملاعب كرة القدم، إنها الساحرة المستديرة التي تأسر قلوب الملايين، وفي هذا الشهر وبالتحديد في اليوم التاسع منه تنطلق في مدينة ميونخ الألمانية واحدة من أكبر المسابقات الرياضية التي يعيشها العالم معا في لحظة واحدة، وهي لحظات نادرة لبطولة عمرها 64 مباراة، يتنافس فيها اللاعبون من 32 دولة فقط ، ولكن تتابعهم عيون المشاهدين في أكثر من مائتين وعشر دول، وهم في هذه المنافسة لا يحتاجون من الأسلحة إلا إلى هذه الكرة الصغيرة.
هل رأيتم الأسود في أفلام السينما وغابات السفاري وحدائق الحيوانات؟ هذا أمر عادي! أما أنا فقد رأيتها تتجول بحرية في كل شوارع مدينة ميونخ الألمانية! أربعمائة أسد، بالحجم الطبيعي، وبألوان زاهية، ترتدي كافة الأزياء، وتؤدي كل المهن، في ميادين مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا في جنوب البلاد. سيزيد العدد ليبلغ خمسمائة أسد بمرور الأيام. الأسود هنا في الحدائق والشوارع والميادين وأمام المتاجر، يتجمع حولها الأصدقاء من كل أنحاء العالم