العدد (165) - اصدار (6-2006)

سمسوم الشقي والآثار.. حسن نور حسن نـور

استيقظنا مبكرين من نوم ليل الشتاء الطويل، لري أرضنا الراقدة هناك بجوار النهر، قبل أن تنفذ أشعة شمسنا القاسية من بين السحب الرمادية التي نستقبلها صباح كل يوم، وتفسح لها طريقًا إلى السماء، فتحيل أرضنا نارًا تحرق الوجوه والأبدان، نجري إلى غابات النخيل الممتدة بطول النهر الذي تطل عليه واجهات بيوتنا، وهناك نتمدد فوق مساحة الظل الذي يلقيه سعف النخيل على الأرض أسفلها حتى تجيء أمنا بالشاي، نستريح قليلاً من عناء العمل

حبَّة قمح عبد المجيد زراقط

حبَّة قمح...شقراءُ سمينة، كانت تُطلُّ، دومًا، من مخزن البذار، تبسم للصغار، للزَّهر وورق الأشجار، وتحلم في افتخار: - سعيدةٌ أبقى، إن غدوتُ للكونِ زينه وذاتَ يوم مطير، شقّ الفلاحُ، في الحقلِ، للحبِّ أتلاماً، ترابها ناعمْ كالحرير، تبسُمُ عن فمٍ في الأرضِ عميقٍ طويل، وتهمس لحبّة القمح بإغراء

أصدقاء القمر صبيحة ديبي

تأمل راضي السماء ليلقي التحية على القمر، فهو يحبه كثيرًا ودائمًا يقول إن وجهه مستدير كرغيف الخبز، مضيء كالمصباح، يظهر بشكل منحن كالموزة، وأحيانًا أخرى أكبر بقليل، فالقمر صديقه ويحبه جدًا، لكنه لم يجده.

عندما تحولت ياسمين إلى كرة! عبدالهادي سعدون

ياسمين لا تحب اللعب مع أصدقائها. كما أنها لا تحرك قدمًا من أجل مساعدة أمها، ولا ترغب بالخروج من البيت مع العائلة. لماذا يا ترى لا تحب ياسمين كل ذلك؟ لأنها تفكر بأن عملاً مثل هذه الأعمال سيتعبها وهي لا تحب أن تتعب. كل ما تحبه ياسمين هو الأكل.. الأكل بشراهة. تقول الأم لياسمين: - أنت تأكلين كثيرًا، هل تخشين هروب الطعام؟

رحلة إلى القمر زهير رسّام

بعد غروب الشمس من شهر إبريل، جاء الفتيان بعربتهم إلى البحيرة يسحبها حصان صغير أحمر اللون، ليمتعوا أنفسهم بمنظرها البهيّ كعادتهم في نهاية كل أسبوع، ولمشاهدة الأوز والبجع والبط السابحات بها كأميرات الليل اللواتي يظهرن في وسط البحيرة يسبحن ويلعبن في ضوء القمر. نظر الفتيان إلى القمر السابح في البحيرة مع النجوم والأوز والبجع والبط لقد أصبح القمر صديقًا لهذه الطيور المائية البرية

الحذاء الملكي (قصة من الأدب الهندي)

في بلاد بعيدة عن عيوننا وعن زماننا.. حيث نجد القصور الفاخرة وملوكا تركب الأفيال. في تلك البلاد الجميلة المبهرة، كان هناك ملك يرتدي أبهى الملابس المزينة بمختلف أنواع الجواهر الثمينة.. إلا أنه للأسف كان غير نظيف.. هل فهمت ما أعنيه؟ فقد كان هذا الملك لا يستحم أبدًا.. أبدًا، فالماء والصابون بالنسبة له لتنظيف الملابس وأشياء أخرى كثيرة، لكنه لا يعرف نظافة الجسد. ولذلك نجد أن رائحته كريهة رغم نظافة ملابسه وفواح عطره، وقد تضطر حاشيته إلى حبس أنفاسهم عند الاقتراب منه