العدد (205) - اصدار (10-2009)

مازنٌ يحلِّقُ في الفضاءِ.. قصة: د.لينة الدسوقي لينة الدسوقي

بينما كانت معلمةُ الفصلِ تتابعُ حكايتها عن صياد السمك والبحر كان مازن غارقاً في أحلامه يتخيل نفسه على سطح القارب وبيده شبكةٌ كبيرةٌ يرميها في البحر وإذ بسمكة قرش هائلة تعلَقُ في الشبكة ويبدأُ بشدها برغم مقاومتها الشديدة وحركتها السريعة وقد فتحت فمها الى آخره وظهرت أنيابُها الشرسة. فجأة سألت المعلمة مازن: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل يامازن؟ أجاب مازن بعفوية: صياد سمك

من حكايات جدتي!.. العنزةُ التي تحولتْ إلى كرةٍ! مجدي نجيب

.. وبعد أن شربت جدتي فنجان قهوتها هزته بيدها، بعدها قلبته على وجهه، وبعد دقائق رفعته وهي تنظر داخله كأنما تقرأ ما تراه من بقايا القهوة التي رسمت خطوطا ودوائر غير محددة كرسومات الشخبطة فسألتها: - هل تقرئين الطالع ياجدتي؟! ضحكت وهى تقول: - لا تصدق.. فلا أحد يعرف ما الذى سيحدث بعد دقيقة في الحياة له أو من حوله.. وإنما هي عادة ورثناها عن أجدادنا، وبعضنا يصدقها، وبهذه المناسبة سأحكي لك حكاية العنزة والبقرة الخضراء!

جيراننا العالم.. أولادٌ وفراشاتٌ أشرف أبواليزيد

ذاتَ صباح مشمس، من أيَّام الصَّيْفِ، مَرَّ رجلٌ حكيمٌ عجوزٌ بحديقةٍ جميلةٍ، يلهو فيها أطفالٌ ويمرحُون. جلسَ الحكيمُ تحتَ ظلِّ شجرةٍ، وأخذ يستمتعُ بمشاهدة الأطفال الفرحين، وهو يستمعُ إلى ضحكاتِهم تصعدُ في الفضاءِ مثلَ غناءِ الطيور المُغرِّدة. من بعيدٍ لمحَ الحكيمُ في السماءِ سحابة تقتربُ. علمَ أن الصيفَ سينتهي قريبًا، وأن الخريفَ سيأتي فتسقط أوراقُ الأشجار. وحين يعمُّ الشتاءُ، ستهبط الثلوجُ، وتختفي الشمسُ، وتذبل الأزهارُ، وتغادر الحديقةَ الطيورُ المنشدة والفراشات الملونة، ويختفي الأولاد والبنات في بيوتهم، يتدثرون بالملابس الثقيلةِ خوفا من المطر والثلج والبردِ

أينَ ذهبتْ أمُّ سامر؟ أمين الباشا

عندما استيقظَ سامر صباحاً، وتهيّأ للذهابِ إلى المدرسةِ، لم تكنْ والدته قد استيقظت بعد على غير عادتها، كانت توقظه من النومِ كلَّ صباح، وتهيئ فطورَه وتودّعه على البابِ. دخل غرفةَ أمّه، لم يجدها، هو في الثامنةِ من عمرِهِ، توفي أبوه قبل ولادته بأشهرٍ، أصبحت والدته أباً له وأماً. ذهب إلى المدرسةِ والوسواس يشغلُ رأسَه، وفكره عند أمه.. أين هي؟ أين ذهبت؟ لم يستطعْ متابعة شرح أستاذَه، بقي النهار ضائعاً ومتسائلاً وخائفاً، أين ذهبت أمُّه؟ وماذا حصل؟

بينو كيو حسن نـور

كان النجار الفقير «جيبيتو» يعيش في قرية صغيرة من قرى ايطاليا وحيداً لأنه لم يتزوج وبالتالي لم ينجب أولادا. وذات يوم قال لنفسه: سوف أصنع دمية للأطفال في القرية, وسوف أسميه «بينو كيو». بدأ «جيبيتو» في نحت قطعة من الخشب, وفجأة صاحت الخشبة: أوشن.. انتبه, لقد آذيتني. فكر النجار: كم هو غريب, ثم استمر في نحت قطعة الخشب وفى الحال انتهى من نحت الرأس, ثم الجسد فالساقين, ثم القدمين والذراعين فالكفين, ثم نحت أنفا طويلا ليضعه على وجه الدمية