العدد (551) - اصدار (10-2004)
أيامٌ ويهل علينا الشهر الكريم, بما يحمله من معان وما يدفعنا إليهِ من تأمل, فيجعلنا نأنس بالسَّـكينة التي وهبَها الله لنا في أيَّامه المبارَكة, ونعيشُ لحظاتِ مراجعةٍ للذاتِ, والتاريخ, عسى أن نجد بين السطور ما ينفع ويبقى
(لسنا مع هيمنة ثقافة على أخرى أو الاستهانة بها أو العمل على محوها, فكل الثقافات لها إنجازاتها الإنسانية وهي تتفاعل بعضها مع البعض الآخر من أجل تطور الإنسان وتحقيق الخير والأمن له)
في المعاجم اللغوية فقط: يرتبط رمضان - هذا الشهر الجميل - بالرمضاء: أي شدة الحرارة, والأرض التي تكاد تشتعل من وقع صهد الشمس, والحجارة المستكينة بؤسًا تحت سطوة لهيب الطقس, ومنها جاءنا المثل العربي القديم لمن يلوذ بمن لا يجد لديه الأمن والأمان والمعنى الإنساني للمأوى (كالمستجير من الرمضاء بالنار)
لشهر رمضان في ديوان الشعر العربي - قديمه وحديثه - آثار أدبية حافلة, تشتمل على منظومة من الشعر والنثر, توقفت عند رمضان: المعنى والدلالة, والرمز والإيحاء, وعنيت بمواكبة هذا الحدث الإسلامي المتجدد في استقباله والحفاوة به, والإفاضة في نفحاته الروحية وآثاره الاجتماعية, وتصوير ما يقترن به من بهجة وفرح وزينة, في دائرة واسعة امتلأت بالأذكار والأدعية والابتهالات والرسائل والتهاني
بالإشارة إلى استطلاع مجلة (العربي) (شمس الله تنير غرناطة) المنشور في العدد (547) يونيو 2004, أقول إن النقلة الحضارية إلى أوربا تمت عن طريق الأندلس وصقلية, وليس عن طريق الحروب الصليبية في الشرق العربي, فقد هاجر بعض الأندلسيين إلى أوربا, فحملوا معهم صناعة النسيج والملابس والصناعات الجلدية والآلات الموسيقية والحرف المختلفة, ومنهاالصناعات الحربية والتي مهّدت لأوربا غزو العالم
ليس بمقدور العرب نسيان تاريخهم في الأندلس, الذي تأسس على مساحة شاسعة من الإبداع والتميز الحضاري, والفكري, والعلمي. وليس بمقدور الإنسانية عامة إنكار فضل غرناطة وإشبيلية, وقرطبة, في إنارة طريق العلم والأدب والفكر بمصابيح حملها رجال قدموا من بلاد العرب ليس كفاتحين, بقدر ما قدموا كمبشرين بنهضة إنسانية مازال إشعاعها باقيا
لو تأملنا ظاهرة الدولة العبرية من البداية إلى اليوم, وحلّلناها تحليلاً موضوعيًا, لوصلنا إلى اقتناع بأن إسرائيل كذبة كبيرة, وبأن هذه الكذبة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية