العدد (526) - اصدار (9-2002)

البريء... ومضة في حياتنا السينمائية سعيد شيمي

يظن كثير من الناس أن التصوير السينمائي مجرد تنفيذ آلي لخطوط عامة, ومن ثم تكون آلة التصوير هــــي البطل الحقيــــــقي فــــي العمل ولاتكاد تــــــكون في حاجة إلى إبداع الإنســــان. لكـــن هذه الوقفة من مصور سينمائي عربي معروف, أمام ذكريات أحد الأفلام التــــــي صورها للمخرج الراحل عاطف الطيب, تكشف كمّ العناء والمتعة في إنجاز معادل موضوعي لفلسفة يكاد يختص بها كل مشهد من مشاهد هذا الفيلم العلامة.

تيسيان (صورة الدوق أندريا غريتي) عبود عطية

أفضل مدخل للحديث عن هذه اللوحة هو من جهتها الخلفية.. حيث لاتزال تحتفظ بالختم الخاص بملك إنجلترا شارل الأول, ونص صغير يقول: (تمّ شراؤها في إيطاليا لحساب صاحب الجلالة سنة 1626). فما الذي دفع بملك إنجلترا إلى شراء الصورة الشخصية لدوق البندقية, بدلا من أي لوحة ذات موضوع عام?

امتلاك البعد الروحي في العودة إلى الصباغة الطبيعية أسعد عرابي

إن الكثير من الأسرار التلقينية للصناعات الإسلامية خاصة المتعلقة منها بالصباغة, تُنقل كحكمة باطنة من جيل إلى جيل, من المعلم إلى ابنه كما تلقاها عن أبيه, وحافظ على كتمان أسرارها المهنية, وحتى في حال كشف خباياها تظل ممارستها أقرب إلى الحساسية المبدعة منها إلى الوصفات الكيميائية الجاهزة, تماماً كما هي صناعة الموسيقى, فهي لا تنوّط لأنها تعتمد على التجوال الوجودي والوجْدي والوجداني بين مقاماتها المعروفة