العدد (514) - اصدار (9-2001)
أرخى ساعده. واستند إلى جذع الشجرةْ ارتجف قليلا
سيظلُّ الحبُّ منطلقي ومقامي عند مدَّكرِ لستُ ممنْ يبتغي بدلاً
كان فيكتور هيجو رجلاً قوي الإرادة, موفور الصبر, كبير القلب, واسع الأمل, عظيم الجلد, بعيد الطموح, ناشط الهمّة, جادّاً لا يعرف الهزل, متحمّساً لا يعرف الكسل. كانت أعز مناه أن يصبح مثل شاتوبريان, وما هي إلا أن بلغ العشرين من عمره حتى كان لويس الثامن عشر ملك فرنسه يقبل بشراهة على قراءة ديوان الشاب هيجو (قصائد وأشعار جديدة), ويأمر بصرف مرتب سنوي أبدي له قدره ألف فرنك. وقد بلغ من التقدير عند أمته أن خرج إليه الجمهور الباريسي إثر رجوعه إلى البلاد بعد خلاف مرير طويل مع زعيم البلاد نابليون الثالث
كانت السنوات العشر التي أعقبت عودة محمد مندور (1907 ـ 1965) من بعثته إلى فرنسا عام 1939 سنوات خصبة بكل معنى من المعاني, ففي هذه السنوات أصدر مندور مجموعة من الأعمال جعلته ـ بحق ـ واحداً من أبرز نقاد جيل التحول. الذي حاول تجاوز الإطار الليبرالي على المستوى السياسي, وتجاوز الإطار الرومانتيكي على مستوى الابداع, وتجاوز الإطار التقليدي لنظرية التعبير على مستوى النقد الأدبي. حسبي أن أشير إلى كتبه التي صدرت في هذه السنوات العشر
قيل: الرقيمُ عفا والناس في خبلٍ لكنَّ معجزةَ الحاسوب معصيةٌ
بينما تتمثل الرواية واقعها معبّرة عنه بمنظومتها اللغوية الخاصة, تتوجه للعام والخاص معاً, للقائم على أرضها, وللعائش في أراض أخرى وأزمنة مغايرة, ومن ثم كان من الطبيعي إذن أن نقرأ نحن, في عالمنا العربي, (مائة عام من العزلة) لجارثيا ماركيز, أو (بدرو بارامو) لخوان رولفو دون أي صعوبة في تلقي هذه الروايات, رغم أنها كتبت بأجواء أمريكا اللاتينية الخاصة, ذلك العالم المغرق جغرافيا بعدا عنا
قبة هذه القاعة الفسيحة عالية ضخمة. فيها شيء من العنجيهة والجبروت. عرائضها الحديدية تتقاطع فوق رأسي. لاشك في أن المهندس الذي صممها قضى عمره كله في محطات القطارات. وإلا فكيف أجد تفسيراً لهذا الشكل المعماري الغريب العجيب? الليل يكاد ينتصف والنعاس يخيط عيني. السهرة الثقافية السياسية لاتزال طويلة على ما يبدو