العدد (514) - اصدار (9-2001)

عزيزي القارئ المحرر

في ظل الظروف الراهنة وما يحدث الآن في فلسطين, وما يقوم به الإسرائيليون من قتل وتشريد ونهب, وضمن محاولات الفلسطينيين الدفاع عن ارضهم وحقوقهم فإن اسرائيل تستمر في نهبها وسرقتها وها هي تضع علمها على بيت الشرق في آخر ضرباتها للروح الفلسطينية والعربية. ولم تتوقف اسرائيل عند نهب الاراضي وسفك الدماء بل ها هي الآن تحاول سرقة الفكر العربي بترجمته للعبرية.وتحاول غزو الفكر العربي وسبر اغواره لتتعرف على ما يجول بخاطر الانسان العربي

أرقام محمد المراغي

ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة غير مسبوق وتجربة الصراع بين الشعب الفلسطيني تحت سلطته الوطنية وبين الاحتلال جديرة بالتسجيل وهو ما قدمته أرقام أذاعها التقرير الاقتصادي العربي الموحد في نهاية عام (2000). في ذلك العام, وبالتحديد في نهاية عام (99) وبعد سنوات من تجربة السلام المزعوم وقيام سلطة وطنية في الداخل كان السكان الفلسطينيون قد بلغ عددهم (3,2) مليون فلسطيني بخلاف فلسطينيي المهجر وأرض (1948), وكان الرقم يعني أن الشعب الموجود تحت الحصار قد زاد بنسبة الثلث عمّا كان عليه قبل خمس سنوات من هذا الحصر في عام (1994).

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

لم يكن الفلاح الهندي الفقير يطمع في الاعتداء على تلك المرأة المتعبّدة التي لجأت إليه تلتمس كسرة خبز, ولكنه بعد أن جلست أمامه القرفصاء وهي تتناول ما أستطاع أن يقدمه لها من الطعام, انحسر جزء من ردائها عن ساقيها. وفتح الفتى عينيه بشدة على الخلخال الذهبي حول معصم قدمها. ولفت نظره بشدة أطراف سروالها الحريري المرصع بالأحجار الكريمة, وإذن فهي ليست متسوّلة فقيرة ألجأها الجوع للتسوّل في الصحراء,

جمال العربية فاروق شوشة

تقدم لنا ليلى العامرية معشوقة قيس بن الملوح الذي عرف بمجنون ليلى تفسيراً لغلبة شعر الرجال على النساء, وذيوع شعر الرجل على ألسنة الرواة والمنشدين, وفي ديوان الشعر العربي, في حين ظل شعر المرأة - خاصة في حالات الوجد والمكابدة - حبيس الصدور, مكتوما دون إعلان, تقدم لنا هذا التفسير فيما يُروى لها من شعر تقول فيه

إلى أن نلتقي يوسف الشاروني

منذ أكثر من عشر سنوات, كنت في زيارة ابني الطبيب بهولندا, وفوجئت - عند الفحص الطبي الدوري الذي أمارسه كل عام أثناء هذه الزيارات - بأن قلبي قد أرهقته مطامحه ويحتاج إلى عملية تجديد بتغيير عاجل لشرايينه. وعبثاً حاولت أن أؤجل إجراء العملية بحجة التزامي بارتباطات عليّ أن أؤديها أولاً, وربما - بيني وبينك - بسبب خوف لا أجرؤ على الإعلان عنه - حتى لنفسي - من المجهول. غير أن الأطباء الذين أخافوني من ناحية من عواقب عدم إجراء العملية

واحة العربي محمد مستجاب

ظلت الجمرة المتقدة ـ والتي كان فرن الخبيز الريفي مغرماً بالمحافظة عليها في أحشائه تحمل الإنذار الدائم لي بالنهاية المؤكدة خلال عالم الشرور الصبيانية في القرون الأولى من عمري, وكانت أصابع أمي شديدة المرونة حينما تزيح هذا الجمر تمهيداً لخروج الإناء الفخاري (البرام) المفعم بالعدس الملتهب كي نبدأ صباح الشتاء القارس, وبين جمر الفرن وجمار النخيل استمرت عصافير البطن ـ أي الجوع, وعصافير السماء ـ أي الخيال: تصنع عالما متداخلاً في كل أنسجتي بين المدرسة والبحث عن عمل والسفر والكمون والإشراق والشجن والرؤى وانسياب الموسيقى والقلق والصمت والهياج الأحمق, وجمّار النّخلة هو قلبها وموضع الطلع وبوادر خروج الجريد والسباطات من المكمن, تكوين أبيض غض له حلاوة خفيفة