العدد (500) - اصدار (7-2000)
في صمت مرت الذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ عبدالعزيز حسين. في صمت مرت ذكرى رائد حركة التنوير الكويتية الذي ملأ دنيانا ثقافة وعلماً واستنارة. أخذ ت مشاغل الدنيا الجميع فلم تشر صحيفة إلى ذكرى رحيله، ولم يتذكره أحد تلاميذه وما أكثرهم، بمقال في مجلة أو جريدة، ويؤسفني أن أقول إن الأمر يبدو وكأن المؤسسات الثقافية والعلمية التي أسهم في إنشائها قد نسيته هي الأخرى
صوتها رعشة النجم المضيء ها أنا من آخر الدنيا أجيء
يا صديقي المهاجر.. يا أيها الكَيَّسُ، الفَطِن، المُؤمن، المُؤْتمن
كان واقفا، بقدمين عاريتين، في التراب، والحرارة وعفونة الميناء، تحت الخيمة الهزيلة لمقهى صغير حيث استرخى بعض الزبائن على المقاعد، بأمل لا طائل من ورائه في الاحتماء من الشمس. كان بنطلونه الأصهب ينزل بالكاد إلى العقبين، والعظمتين البارزتين بقدمه، ونتوء الكعب، والشعرات الخشنة الخادشة بالأصابع المرنة المتلمسة التي تنتمي لهذا الجذر من الأقدام الذكية، المتعودة على التفاعل مع الهواء والأرض الخشنة من غلظة الأحجار، التي لم تعد تعطي الإنسان المرتدي الملابس إلا القليل من رفاهية الإنسان العاري
فزع الأجداد في مقابرهم عندما علموا بما آل إليه حالنا، فقد جاءهم في معابدهم وأهرامهم ما يثير القلق، وعندما عرفوا بمدى عبء الأحمال على عقولنا، والأخرى التي تثقل كواهلنا مزقوا أكفانهم، انتفضوا وجاءوا، وجدونا قصارا عما كانوا يتخيلون، والنسب الإنسانية للوجوه تغيرت فاستطالت، وبرزت عظام الأوجه، ضاقت العيون، والأنوف المدببة اتسعت فتحاتها، كبرت الآذان التي امتلأت بالشعر، أضحت عظام الوجنات بارزة