العدد (490) - اصدار (9-1999)

الحب من أعلى الجبل شوقي بغدادي

أحبك.. أعرف أني أخاطر بالفسحة الباقية وأعلم أن مسافتها قفزتان على حافّة الهاوية

"صدى الروح" المحرر

تغرد عيناك حين أغني وتمطرُ حين أبوح بحزني فهل من يمامة حب تطير إليك

علي الراعي (1921-1999): ناقد الفن والفرجة صلاح فضل

كان علي الراعي رابع النقاد الكبار الذين تسبّبوا في غوايتي وضلالي وعشقي لهذه المهنة العسيرة. أولهم كان محمد مندور, شيخي العظيم, وثانيهم لويس عوض, حامل أختام دمغة الذهب- كما كان يقول- يدمغ المصوغات الإبداعية, فيمنحها قيمتها التداولية في سوق الأدب, وثالثهم غنيمي هلال: الأستاذ الرائد الذي اختطفه الموت وهو في أوج العطاء. ثم يأتي الراعي المتحفّظ الذي تخصص في المسرح وفاجأنا بأسراره وأمتعنا بكتاباته التلقائية العميقة عنه, ظل صامتاً طيلة جلسات مجلس الكلية

إيزيس الحكيم جابر عصفور

استمر سعي الأدباء متواصلا في البحث عن تقديم حلول لقضايا معاصرة تمتد جذورها في زمن بعيد ثمة وجه للشبه بين مسرحية (إيزيس) لتوفيق الحكيم وأي عمل أدبي يرجع إلى التاريخ, مثل (عبث الأقدار) أو (كفاح طيبة) لنجيب محفوظ أو غيرهما من الأعمال لغير نجيب محفوظ من الكتاب, وذلك ابتداء من مسرحيات أحمد شوقي التاريخية ((مصرع كليوباترا) و (عنترة) و (أميرة الأندلس) و (علي بك الكبير)), وانتهاء بأصغر كاتب معاصر يعيش بين ظهرانينا اليوم. والقاسم المشترك بين كل الفنانين الذين يعودون إلى الماضي القريب والبعيد هو الحاجة إلى قناع ومرآة, قناع يمكن أن يختفي وراءه المبدع ليضفي على رؤيته طابعاً موضوعياً مستمداً من أحداث التاريخ القديم

رجل العواطف يمشي على الحافة عبده جبير

في الفصل الأول من المسرحية, كنت تحس بأن الوقت قد جاء لتسـتجمع شجـاعتك, وترفع سمّاعة التـليفون, وأنت جالس في الصالة على الفوتي, بجوار الراديو الخـشبي العتيق, لكنك ترددت وأعدت السماعة. ذهبت إلى المطبخ وعملت كنكة كبيرة من القهوة, لعلها تذهب بصداع شراب الليلة الماضـية, وعدت تطل من الشرفة, لكنك لم تقف طويلاً, حتى لا يظل ظهرك فترة طويلة في مواجهة النظّارة

الآنسة فاخرة وديع فلسطين

دخلت الآنسة فاخرة، أو فاخرة هانم، الحياة الأدبية من الباب الخلفي، فلم تكن أديبة ولا كاتبة، ولكنها استطاعت مع ذلك أن تنتبذ لنفسها مكانا في الحياة الأدبية، بقي مجهولا لفترة طويلة إلى أن افتضح بعد وفاة "البطل". فمن تكون الآنسة فاخرة? إنها كما تزعم الأوراق فتاة في العشرين من عمرها تقيم في قصر في مدينة ميت غمر تحيط به المروج الخضراء المملوكة لأسرتها ذات الأصول التركية, ووالدتها من أصلاب تركية, أما جدّها الأكبر, فهو مدحت باشا بطل الدستور العثماني, وهي تزعم بأنها تهوى الأدب

قصة مترجمة: رجل شهير خليل كلفت

"ياه, أنت ميستانا إذن؟" سألت الآنسة موتا, بإيماءة إعجاب واسعة. وصححت في الحال أسلوبها الذي تخطى الرسميات قائلة: "معذرة على سلوكي, لكن هل أنت هو حقيقة؟". منزعجا ومحبطا, أجاب بيستانا بأن نعم, بأنه هو. كان قد أتى لتوه من عند البيانو, وهو يمسح جبينه بمنديل, وكان يقترب من النافذة عندما أوقفته السيدة الشابة. لم تكن حفلة راقصة, بل مجرد حفلة مسائية ضيقة حضرها نحو عشرين شخصا أتوا ليتناولوا العشاء مع الأرملة كارمارجو في شارع البلاج بمناسبة عيد ميلادها

قراءة نقدية في رواية: "ليرننغ انغلش" نهى بيومي

من الجرح النازف ينطلق القاص ليواصل حكاياته ليبدأ رحلة البحث عن الذات في تلك الرواية ذات الاسم الغريب. تبدأ رواية "ليرننغ انغلش" لرشيد الضعيف الصادرة عن دار النهار, بيروت 1998, من سؤال عن بنوة الراوي ونسبه لأبيه, وتقفل على السؤال عينه, رغم الفضاء المنسوج ما بين السؤالين, ومحاولة الإجابة عنهما بأشكال شتى. فالرواية تنبني دائريا, من بؤرة الجرح القديم تنزف: من هو أبوالراوي, هل هو أنور الذي أحبته أمه قبل الزواج والذي تركها وسافر إلى أمريكا