العدد (474) - اصدار (5-1998)

الميزان عبده بدوي

في بلدة جدي كان معظم الناس يرتزقون من العمل في مصنع الكتان. منذ خمسة أجيال وهم يستنشقون الغبار المتصاعد من سيقان الكتان المكسورة مستسلمين بذلك للانتحار البطيء. كانوا صابرين ومرحين، يأكلون جبن الماعز، والبطاطس، بين الحين والآخر يذبحون أرنبا، وفي المساء يغزلون ويستغلون بالإبرة في بيوتهم، ويغنون، ويشربون النعناع. كانوا يشعرون بالسعادة. أثناء النهار كانوا يكسرون سيقان الكتان في ماكينات عتيقة، لا حول لهم ولا قوة أمام الغبار والحرارة المنبعثة من أفران التجفيف

القلب الأخضر عبده بدوي

لا تبعدْ وجهكَ عنْ وجهي الأسمرْ

الجرائد والمجلات.. التاريخ الحي جابر عصفور

لا تكتمل معرفة تاريخنا الثقافي إلا بإبراز الدور الذي قامت به الجريدة والمجلة في تشكيل الملامح الحديثة للمجتمع المدني. تنتابني سعادة خاصة حين يعاد طبع مجلة قديمة توقفت عن الصدور منذ سنوات طويلة طويلة، أو يصدر كتاب عن جريدة قديمة، أو أسمع عن اكتمال تصوير هذه الجريدة العتيقة أو تلك من جرائد القرن التاسع عشر، ففي إعادة نشر المجلات والجرائد القديمة، أو على الأقل تيسير إمكان الاطلاع عليها وتوسيع نطاق المعرفة بها

جرح الوردة فريدة النقاش

ذهبت إليها مبكرا, أعرف جيدا أنها تتنفس أول زفرات الصباح, مع أغنية (محمد قنديل) يا حلو صبح يا حلو طل, حتى في هذا اليوم. قبل ذلك بقليل ذهبت إلى عملي, وأبديت فروض الولاء والطاعة لرئيسي المباشر وغير المباشر, من أجل إذن بالخروج مبكرا, كلنا لم نحسب حسابا لمثل ذلك اليوم. الغريب أن ابنها أفرط في توبيخي وإيلام مشاعري حين جاء إلى بيتها, ورآني واقفة أمام مائدة المكواة, وقد فردت بلوزة حسنية

قراءة نقدية في رواية... "مرايا الروح" بديع حقي

"مرايا الروح" هي الرواية الثالثة للكاتبة المصرية "بهيجة حسين" بعد "رائحة اللحظات" و"أجنحة المكان".. تقطع فيها صاحبتها خطوات للأمام وتعود أخرى للوراء بسبب الموضة. تنفتح الرواية على التذكر والخروج للعالم الجديد مصحوبا بالحلم العظيم بالحرية والعدل، حلم امرأة مفعمة بأنوثتها، فخورة بها، عارفة بالآلام التي عاشتها ملايين النساء لمجرد أنهن نساء وكأنهن عار القبيلة وراية شرفها في آن وسوف نجد في طقس الاستحمام المتكرر في الرواية تعبيرا رمزيا لاواعيا عن غسل عار رمزي

بشر فارس: رائد الرمزية في الشعر المعاصر جواد جميل

في أكتوبر من عام 1944 وكنت آنذاك في نضارة العمر وريعان الصبا، قدم الدكتور بشر فارس إلى دمشق، وحل في فندق "أمية"- وكان آنئذ أفخم فنادق العاصمة وطلب لي أن أقوم بزيارته لإعجابي بنثره وشعره، وكانت كبريات الصحف المصرية واللبنانية، تتخطف قصائده ودراساته، وتنشرها مزهوة في صدر صفحاتها

مرثية الجرح العربي أحمد محمد المعتوق

من دم مطفأ يجيء النهار . . . فاحتضار البركان ومض ونارُ

حلم الصمت سمير مينا جريس

هتفتْ يوماً فغدا الزمن الحجري