العدد (469) - اصدار (12-1997)
لابد أن الوقت كان أول الخريف فالطفل الذي كانهُ
في عدد سابق كان الحديث عن "كلاسيكية بوالو" وهنا احتفاء خاص بكتابه "فن الشعر" لايتباعد عن منحى محمد عثمان جلال في عملية التعريب، سواء في آلياتها أو جوانبها الوظيفية، مانشره من "قواعد في فن الشعر" نقلا عن بوالو وكان ذلك في مجلة "روضة المدارس المصرية" التي رأس تحريرها أستاذه رفاعة الطهطاوي في سنواتها الأولى، ثم تولى الإشراف عليها بعد وفاته سنة 1873 ابنه علي فهمي رفاعة مدرس الإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن في ذلك الوقت
في عدد سابق كان الحديث عن "كلاسيكية بوالو" وهنا احتفاء خاص بكتابه "فن الشعر" لايتباعد عن منحى محمد عثمان جلال في عملية التعريب، سواء في آلياتها أو جوانبها الوظيفية، مانشره من "قواعد في فن الشعر" نقلا عن بوالو وكان ذلك في مجلة "روضة المدارس المصرية" التي رأس تحريرها أستاذه رفاعة الطهطاوي في سنواتها الأولى، ثم تولى الإشراف عليها بعد وفاته سنة 1873 ابنه علي فهمي رفاعة مدرس الإنشاء بمدرسة الإدارة والألسن في ذلك الوقت
لاحظت أنه يتكلم إلى ابنه دون أن يرفع عينيه عن زجاجة الجعة فوق المنضدة البيضاء الصغيرة ولا أعرف هل كان الولد يصغي إليه أم لا. لقد بدا لي مبتهجا بشرب زجاجة "السفن أب " يصوب عينيه من خلف الزجاج الشفاف إلى الأطفال المبتهجين في الشارع. كان اليوم عيدا. وكنت أرسل عيني إلى أبعد من الشارع والأطفال. إلى البحر المترامي في كسل صافي الزرقة، فوقه الفضاء أبيض بلا نهاية، والسماء البعيدة تحتها سحب قليلة خفيفة هشة تتحرك بلا نظام، وتتمزق بسلاسة فتتبعثر قطعا صغيرة تسبح تحت السماء
ما كان في برنامجنا الأسبوعي "وقد كنا نرسم مخططات لكل أسبوع على حدة" أن نخوض تلك المغامرة! بل هي لم تخطر لأحد منا ـ نحن الذين سمينا أنفسنا: عصابة الكف الأسود ـ على بال يوما. فبرامجنا كانت تنحصر في تسلق صخور جبل قاسيون, أو إقامة مايشبه مخيماً في أحراج "دمر", أو معاودة غزو بساتين "جوبر" لسرقة مشمشها وتفاحها برغم لسع خيزرانات أصحابها, بل نحن رسمنا وغيّرنا, سطرنا ومحونا, جمعنا وطرحنا للمغامرة الكبرى
انتقلت أمل عدة مرات بين هذا الرصيف وذاك من شارع حسيبة, بحثا عن حذاء مناسب, وفكرت أن محلات بيع الأحذية في هذا الشارع محدودة العدد, ولو انتقلت إلى شارع مهيدي, أو ديدوش لكانت لها فرصة أفضل للاختيار, وفي الوقت الذي همت فيه بالعودة على عقبيها لتتجه نحو شارع ديدوش لمحت على بعد ثلاثين مترا دكان أحذية, فقالت في نفسها لا بأس أن ألقي نظرة على واجهة هذا الدكان قبل أن أرجع
ربوع الخليل.. فداك العمر فدا الحرم الأكرم المزدهر