العدد (461) - اصدار (4-1997)
العوائق التي تحول دون وصول الأدب القومي إلى حضوره الفاعل في الوجود وتمنعه من أن يؤدي أدواره في استنهاض روح الاستقلال في الأمة وتأكيد عناصر وحدتها الدافعة إلى التقدم?لقد لاحظ محمد حسين هيكل (1888 ـ 1956) ندرة وضآلة ما يستحق من الأدب صفة القومي في العشرينيات من هذا القرن. وأن الأدب القومي بمعناه الذي قصد إليه لم يصل بعد إلى مرتبة الحضور التي تؤثر في الوجود
كان العقاب الذي أستحقه, ووافقتهم عليه, أن تأخذني طائرتهم الخاصة, وأنا معصوب العينين, ومعي زاد وزواد عشرة أيام فقط, إلى مكان يعرفونه ولا أعرفه, ويتركوني هناك, ويعودوا بالطائرة, ولايرجعوا ثانية! نسيت الذنب الذي ارتكبته, ونسيت ما وافقت عليه, وحاولت بكل ماعندي من فضول أن أعرف المكان الذي سيطيرون بي إليه, وفشلت, وعندما حلقت الطائرة جربت أن أتبين اتجاهها, وفشلت
للعشق إنشادي ولي إن الذي يشدو بأورادي ولي
توزعني الكونُ وحَّدني والشَّذَا فانسربتُ لكلِّ الجهات
قد لايخرج هذا الحكم في ذاته عن أن يكون حكما بالتمايز وليس حكما بالانتماء إلى طبقة أعلى أو أدنى من الآخرين, إنه حكم ينتمي إلى دائرة التصنيف أكثر من انتمائه إلى دائرة التقييم, ومع ذلك فإن هذا التمايز يعد في ذاته ميزة إذا أخذنا في الحسبان هذا الكم الرهيب من التشابه والتقارب والتداخل الذي كاد يطغى على الإنتاج الشعري لجيل بأكمله ويحرمنا من أن نستشف من خلال البنية الفنية للغة الروح الإنسانية للشاعر, إنه تشابه يذكرنا من بعض الوجوه بتشابه الدروب في أعين الخيول المجهدة كما يقول الفيتوري في واحدة من لوحاته القديمة الجميلة