العدد (461) - اصدار (4-1997)
وتغفو الشوف في أحضان الجبال وعلى ذراها، هادئة بعدما توقفت الحروب في لبنان وتفتح سجلها لتحكي أوابدها قصص تاريخها منذ عهود البيزنطيين والصلبيين، وتقف بنيتها شامخة تسرد تاريخ المعنيين الشهابيين. وفي الشوف تتجلى الطبيعة في قمة سخائها ، وهذا مما جعل الشوفي القديم يتحدى الصعاب ويعتلي قمم الجبال ليشيد حضارته التي لا تزال تحكي عظمته (19)
أبراج من الذهب الخالص في معابد الحفاة. وياقوت حقيقي بلون دم الحمام الشفيف. راهبات بوذيات حليقات الرءوس. ومسلمون يتوضأون من حوض تسبح فيه أسماك ملونة. طعام شبه صيني بتوابل هندية حارة. وعصير جوز الهند الطازج لري العطش. إنها (يانجون) التي مكث العالم قرنا ونصف القرن يسميها كما أسماها الاستعماريون البريطانيون (رانجون),وهي عاصمة (ميانمار) التي ظللنا ـ وراء البريطانيين أيضا ـ ندعوها (بورما)
عندما اختار " الشعر العربي" مدينة أبوظبي، لتحتضن قوافيه، في تظاهرة احتفالية كبيرة استمرت أربعة أيام، كان يدعو في وضوح أحياناً، وتلميحاً في أحاييين كثيرة، إلى إعادة دفق الحيوية إلى شرايين "صحيفة العرب الأولى" وسجل أمجادهم، بعد أن كادت الأحداث المتواترة والحاملة لقسوة واستكانة، أن تنسيهم أجمل أحلامهم ومصدر فخارهم