العدد (461) - اصدار (4-1997)
الحس البشري بوجود عوالم أخرى في الكون الواسع، لم ينتظر العلم ليبرهن له على ذلك، فقد أرقه الموضوع منذ فجر التاريخ حتى يومنا. يعود التساؤل حول وجود كائنات حية خارج الأرض إلى زمن قديم نسبيا، غير أنه لم يطرح بحدة إلا بعد جملة المعلومات العلمية التي اكتسبتها الإنسانية. فإذا كانت انشغالات الإنسان بما وراء الطبيعة تعود إلى غابر العصور
مثل الضوء الكاشف، أنار العلم مساحات مما كان معتما وغاضا أمام الإنسان في مسائل الكـون، لكن اتسـاع مساحات الضوء يـدل على غموض جديد. لقد أصبح من المؤكد الآن، أن التركيب الكيماوي لجو الكواكب الصلبة (بخلاف الكواكب العملاقة)، هو وليد سيرورات جيولوجية (مظاهر بركانية) جد كثيفة. هذا بعد مرحلة للسحب التي أنتجت هذه الكواكب ولم يعد هناك تقريبا أثر للجو البدائي للأرض
على غلاف أحد أعداد مجلة "تايم" الأمريكية قرأ الجمهور في فبرير 1992: "الأوزون يختفي, الخطر سيبلغك في عقر دارك". قبل ذلك بأيام كان الباحثون في نازا قد أعلنوا أن ثقب الأوزون لم يعد موجودا فقط فوق القطب الجنوبي, كما يحدث فعليا منذ الثمانينيات, إنما هو الآن أيضا فوق "مناطق مكتظة بالسكان" في أمريكا الشمالية وأوربا
في القرن السادس عشر الميلادي, عاش تقي الدين الراصد, كان قاضيا من قضاة الدولة العثمانية, لكنه كان عاشقا لعلمين: علم الفلك, وعلم الحيل الروحانية, أو بلغة عصرنا: علم الهندسة الميكانيكية التطبيقية, فشيد مرصدا كان أول وآخر المراصد في الدولة العثمانية, ومنح معظم حياته لمخترعاته الميكانيكية, فاستخدم طاقة البخار لأول مرة وقبل أن يكتشف الغرب طاقة البخار بمائة وسبعين عاما, وصمم ساعات ميكانيكية تدور بالمسننات "التروس", وابتكر مضخة ذات أسطوانات ست, تعمل على التتابع, فيتدفق منها الماء دون دفق أو تقطع