العدد (443) - اصدار (10-1995)
كان وقتا من نشوة الدهر قد فـ ـر نهبنـاه خلسة واستبـاقا
هذه القراءة إلى رفع قناع البراءة والسذاجة التي تعمدها كاتب الليالي لإخفاء أعماقها المشحونة بالفكر والرؤى الناضجة اجتماعيا وسياسيا وفلسفيا أيضا. فقد كان في إيمان هذا الكاتب أن يمتنع على الذين يملكون سلطة المصادرة وأن يصل إلى أصحاب الفهم والمعرفة. لم تكن المصادفة وحدها هي التي جعلت الليلة الواحدة بعد الألف من الليالي تجمع بين نهاية ألف ليلة وليلة نفسها، وبن نهاية آخر حكاياتها الممتعة، وهي حكاية معروف الإسكافي
لئن شدتنا القصائد الجاهلية بواضح معانيها، فإن في أعماقها ما لا تقع عليه عين. ولئن غصت بعض القصائد الجاهلية بأنواع اللذة، فإننا نتساءل ما الذي جعل الشاعر الجاهلي ينهل منها ولا يرتوي .. فأفرد للمرأة والخمر وحبه لفرسه ورحلات صيده أبوابا في شعره؟! لعله عرف أن الحياة فرصة لن تتكرر، ولا بد من لحظة النهاية، فأراد بذلك أن يتحدى لحظة العدم .. كان الانحدار التدريجي للنموذج الأصلي للشاعر
جذبت السماعة من عنقها...دفعت بها...تكاد تقذفها على الطاولة الزجاجية، كأنها تنزع قيدا من عنقها، أطلقت نفسا حبيسا، هتفت بضيق: - سيلفيا أقبلت بردائها الأبيض، استأنفت: - كم حالة في الاستراحة؟ - ثلاث أو أربع. جثم العدد كالجبل على صدرها، أربع حالات، كل حالة بشكوى وسخونة وألم وإسهال ودموع أمهات، لم تعد بها قدرة، قالت للممرضة: يكفي اليوم، لم أعد أستطيع، لست آمن في إجراء الكشف على طفل لا يملك التعبير عن نفسه
عشرة من الأدباء العـرب من مصر، نصفهم على الأقل يذهب إلى باريس للمـرة الأولى والوقت المخصص لهم قليل، عشرة أيام، وسينتقلون من باريس إلى أكثر من مدينة في وقت يشتد فيه التحامل على العرب والمسلمين، فكيف يا ترى سيكـون الأمر، ولماذا يذهب هؤلاء الكتاب إلى فرنسا؟ لم ينقطع الاتصال بين مصر وفرنسا منذ تلك اللحظة التاريخية القصـيرة أثناء الحملة الفرنسية. بل وبدا في كل وقت أنه اتصال أبدي برغم ما يبدو فيه أحيانا من أوقات ظلام
تفصح هذه المجموعة القصصية عن ولع متبادل بين الكاتب وقريته، ففيما تمده بالإلهام عبر تشكيلات طبيعتها وبيوتها وناسها، يسعى ما وسعه للكشف عن أعماقها المخبوءة عبر مفردات العبارة واللغة واللقطة والذاكرة والحس المعافى، فيتحدان معا ويصيران جسداً واحداً أن القرية بواقعها المادي وطيفها الخيالي ليست، لدى الكفرواي، محطة في جولة سائح يهوى الكتابة . ولاناس القرية كذلك، بعلاقاتهم اليومية ومعتقداتهم الغرائبية .. كائنات تعبر سريعا أمام العين لتنزلق في النسيان ..
لا تغيبي سأبدأ هذا المساء طقوسي معكْ
سيدي، صـدقوني تلك المدينة تتعـرض لغزوات منتظمة من الفئران، الغزو الأخير الذي شهدته كان حتما أطوله، ولكن الناس يصنفـونها على أي حال اقل سطوة للسلوك الفريـد الـذي تكشف عنـه تلك الحيوانات القارضة، أحد الباحثين من تلك الحقبة ترك دراسة من مجلدين برسومات توضيحية جميلة خارج إطار النص وأراد أن يخصني بـالإهداء، المدافع الفـذ عن حقـوق الإنسان"، ولا يدهشك مثل هـذا الإطراء المؤجل