العدد (440) - اصدار (7-1995)
شاركت، ولا أزال، في هيئة الإشراف على إصدار الكتاب الشهري "عالم المعرفة" منذ عشرين عاما، وهو كتاب دوري يصدره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ويوزع في جميع الدول العربية، وخارجها، وعليه إقبال واضح، ويقدم هذا الكتاب الشهري موضوعات مختلفة علمية وأدبية وتاريخية واجتماعية كجزء من زاد ثقافي عربي طموح. والمقام هنا ليس الحديث عن هذه السلسلة من الكتب الناجحة والمعروفة، بل جاءت الإشارة إليها عندما كلفتني الهيئة المشرفة وضع تصنيف للكتب التي وصل عددها الآن إلى 400 كتاب، لمعرفة ما هي الأجناس الثقافية والعلمية التي تناولتها هذه السلسلة وتصنيفها حسب التخصص الذي صدرت عنه أو التخصص الأقرب إلى موضوعها.
في نفس هذا الاتجاه شرع الكنديون والأوربيون في التشاور، وما زالوا يواصلون مشاوراتهم منذ سنتين للاتفاق على أرضية لوضع برامجهم وإقامة أعمالهم في هذا الميدان. أما البلدان النامية فإنها لم تتحرك، ولعل ذلك يعود لشعورها بالإحباط بعد إخفاق جهودها خلال السبعينيات إذ كانت تسعى بكل حماس إلى إقرار نظام اقتصادي دولي جديد وما كان ينبغي أن يترتب عليه من اختيارات حاسمة في مجالات الإعلام والاتصال. ومن حسن الحظ فإن بعض البلدان العربية لم تبال بالصعوبات
إن سنوات الأمل التي أعقبت إنشاء جامعة الدولي العربية لم تكن توحي أبدآ بأن هزيمة قاسية تنتظر الوطن العربي عام 1948. وسنوات الإحباط التي أعقبت هذه الهزيمة النكراء لم تكن أبدا توحي بأن الوطن العربي سيبعث من جديد على يد ثورة يوليو المصرية عام 1952 ويصل إلى ذرى عالية عام 1956. ولم يتوقع أحد قط ممن شهـد أعظم لحظات المد القومي في مرحلة ما بعد السويس أن تلحق بالوطن العربي عام 1967 هزيمة أشد وأقسى من تلك التي لحقت به من قبل عام 1948
صدر في أمريكا في بداية العام الجاري كتاب "ثورة النخبة وخيانة الديمقراطية".المؤرخ "كريستوفر لاش" مؤلف الكتاب لم يتح له أن يعرف الضجة التي أحدثها كتابه لأن أصابع المنية اختطفته مع نهاية آخر فصل فيه. ترافق صدور الكتاب مع دراسة اجتماعية شاملة وضعتها إحدى مؤسسات تنظيم الأسرة وكشفت فيها أن عدد المواليد غير الشرعيين بأمريكا بلغ حتى نهاية العام الماضي 19 مليون طفل. أي ثلث عدد أطفال أمريكا تقريبا، وسبق ظهور الكتاب، بحث شائق طرحه في الصيف الماضي أستاذ في جامعة هارفرد