العدد (440) - اصدار (7-1995)
في عصر الانشطارْ ها أنت طرف حائرٌ،
حين ذهب على بن خلف، في كتابه "مراد البيان "، دفاعا عن فضائل الكتابة، إلى أنه ليس في متولي خدم السلطان والمتصرفين في مهماته أخص من الكتاب به، فإنه لم يميز بين الكتاب وغيرهم فحسب، وإنما ميز بين الكتاب بعضهم وبعض، وأقام نوعا من التراتب القسري لمستويات الكتابة الي كان لا بد أن تتجاوب، في تراتبها، مع الكاتب الاجتماعي الذي عاشته العصور المتتابعة لازدهار الكتابة في تراثنا.وقد ذهب ابن خلف إلى أن أرقى كتاب السلطان، وأقربهم إليه، كاتب الوسائل
حين ذهب على بن خلف، في كتابه "مراد البيان "، دفاعا عن فضائل الكتابة، إلى أنه ليس في متولي خدم السلطان والمتصرفين في مهماته أخص من الكتاب به، فإنه لم يميز بين الكتاب وغيرهم فحسب، وإنما ميز بين الكتاب بعضهم وبعض، وأقام نوعا من التراتب القسري لمستويات الكتابة الي كان لا بد أن تتجاوب، في تراتبها، مع الكاتب الاجتماعي الذي عاشته العصور المتتابعة لازدهار الكتابة في تراثنا.وقد ذهب ابن خلف إلى أن أرقى كتاب السلطان، وأقربهم إليه، كاتب الوسائل
بياض الثلج في قمة الجبل يشعره بالخواء. ولا نقطة سوداء توحي إليه بأن ثمة شيئا ما داخل تلك الصحراء الجليدية. كل شيء ابيض. في هذا البياض تنعدم الألوان فتغدو الموجودات متشابهة. الصقيع يتفاقم في دماغه. ويتحسسه ساريا في عروقه فيجمد أطرافه. هل يمكن أن يتجمد قلبه فيموت وحيداً ههنا في بيته البارد، برغم ضيقه في أطراف قريته النائية؟هذه القرية البائسة بل الميتة في مثل هذا الفصل من السنة هي القرية ذاتها التي كنت أراها زاهرة نضرة تضج بالحياة في نهاري وليلي، هناك في ديار الغربة.
يبدو أن أبا الطيب سيظل يملأ الدنيا ويشغل الناس، فما يكاد الأدباء يفرغون من قضية من قضاياه حتى تظهر لهم قضية أخري.وكان من سوالف الأقضية أني دعيت من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حاضرة المملكة العربية السعودية، للقيام بعمل هو من أحب الأعمال إلى نفسي وأعلقها: بقلبي، وهو النظر فيما جمعته عمادة شئون المكتبات بالجامعة، من نوادر المخطوطات ونفائسها، واستصفاء طائفة من تلك النوادر والنفائس، وتقديمها لأهل العلم، شاهدا ودليلا على أنه لا يزال في الزوايا خبايا.
جلست "ميلو" خلف طاولة دفع النقود، وعلى ركبتيها حرام أبلق شطرنجي ، وفوق الحرام جلست " أتينا ". أتينا كلبة " داكشوند" معززة ، لونها في لون الجلد الثمين، ناعمة، ممتلئة ، لكنها تتقدم دون شك، في العمر، ويمكنك رؤية ذلك في عينيها. أتينا تخاطر، أحيانا، بنفسها فوق الأرضية، تتلكأ فيما بين أقدام النذل، فينتاب القلق ميلو ، فتنحني حينئذ تناديها، فتهرع عائدة إليها، يجب أن يعاونها أحد النذل حتى تعود إلى ركبة سيدتها - دائما ما يقوم محروس، العجوز النوى، بذلك.