العدد (413) - اصدار (4-1993)
جربي عنك انقطاعي بعد تجريب انخداعي واجرعي كأس ابتعادي عنك، أو سم امتناعي
نحن نظلم المثقفين ظلما لا نظير له في التاريخ. فمن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن الحملة عليهم اشتدت وأن بعضنا تمادى في اتهامهم بالتقصير إلى حد الخيانة لأن بعضهم ناصر صدام حسين، ولم يحتج على ذلك الغزو العبثي للكويت الذي انتهى بكارثة للعرب أجمعين. من الغريب أن هؤلاء وأولئك مثقفون، فكأن حرب تحرير الكويت كانت بين معسكرين من المثقفين، وكأن أسبابها ونتائجها من صنع هذا الصنف من البشر الذي لم نتفق على صفاته ومؤهلاته وشروطه في يوم من الأيام
كانوا هناك وسط أشجار الكافور العالية، الأشجار كثيفة الظلال تأخذ شكل مثلث على ضفة النهر. لا بد أنهم جاءوا في الليل، فلم يرهم أحد عند مجيئهم. لا شيء يدل على وجودهم غير مدفع بعجلتين خارج الأشجار فوهته مسددة إلى أعلى، وجندين على صهوتي جوادين يغلقان الكوبري المؤدي للبلدة. كان الصيادون العائدون في الفجر أول من رآهم. الهلاهيل التي يلبسونها أثناء الخوض في البحيرة لا تزال مبتلة
لعل فن القص هو أقدم فنون الأدب، ومن ثم تكثر الاجتهادات النقدية التي تعالجه، من حقبة إلى حقبة، ومن مدرسة إلى أخرى. وهذا الكتاب - في شقه النظري - يطوف بالكثير من تلك الاجتهادات. صدر هذا الكتاب في بداية العام الماضي 1992 عن مكتبة غريب بالقاهرة، وهو الكتاب الأول من "سلسلة الدراسات النقدية" التى يشرف عليها الدكتور عز الدين إسماعيل. وينقسم الكتاب إلى قسمين: قسم نظري وآخر تطبيقي
ومستسلماً للمقادير- يا سيدي النهر- تمشي الهوينى
ومستسلماً للمقادير- يا سيدي النهر- تمشي الهوينى
قليلا.. بما يوقظ الماء في الذكريات
عندما تعيش في مدينة صغيرة بعيدا عن العالم الذي تقرأ عنه في مكتبة البلدية، فإن مجيء رجال الإصلاح والترميم إلى المنزل يكون عيدا، وتتفجر الحياة اليومية بالبهجة والمرح، ويسود الارتجال، وتتحول حجرة الجلوس إلى حجرة نوم، إذ تحول رائحة الطلاء المنبعثة من حجرة النوم دون الانتفاع بها، ولدى تكويم الأثاث في منتصف الحجرة تنكشف ظهور الأشياء التي كانت محجوبة عن الأنظار
ما بين واقعية السرد وتحفز الخيال، وما بين كاتب جزائري وناقد سوري، تمضي بنا هذه المقالة، فكأنها تجمع أمامنا ما يبدو متباعدا. عبدالحميد بن هدوقة من القصاصين العرب البارزين، فهو لم ينقطع عن كتابة القصة والرواية منذ منتصف الخمسينيات، وهو على مدار قرابة أربعة عقود من الزمن كتب عددا من القصص ليس كثيرا قياسا إلى هذه الفترة الطويلة لأنه عني بفنه القصصي تجويدا من جهة، مثلما شغل أيما انشغال بقصده القصصي