العدد (413) - اصدار (4-1993)

عزيزي المحرر قاريء

تابعت ببالغ الحرص مقالكم الشهري في العدد (410) والذي يحمل عنوان "فتح أمريكا" والذي أخذنا إلى الوراء لاستجلاء تاريخ أمريكا ومعرفته عن قرب، ولقد استفدت كثيرا من هذا الموضوع وأرجو أن يتسع صدركم لهذا التعليق: يمكن القول إن أي حضارة في العالم هي نتاج للتفاعل بين البشر والظروف المحيطة بهم، والملاحظ بالنسبة لأمريكا أن الظروف المناخية والعوامل الأخرى كان لها الدور الأبر في هذا التقدم..

عزيزي القارئ المحرر

يأتيك هذا العدد بينما الربيع في أوجمع ولعلنا نتساءل عن سر ما يحدث ليمتلئ الربيع بكل هذا الجمال؟ ولعلنا نجيب: لا شيء أكثر من أن الحياة تمضي قدما بأبسط سننها، وأوضحها، وأعمقها في الوقت نفسه، حيث يولد الجديد فيحتفى به ويتصدر لوحة الألوان البهية. ولقد طرح علينا الربيع سؤاله الكبير: "هل حذونا حذوه ونحن نطمح إلى بعض ماله من جمال؟ " ولكن كانت فرحتنا عظيمة - عزيزي القارئ - عندما اكتشفنا الفلسفة

أرقام محمود المراغي محمود المراغي

يلتصق الإنسان بالوطن. يتغنى به، يموت من أجله، وحين يغترب تكون أمنيته هي العودة، ومع ذلك فإن ظاهرة مهمة قد بدأت تسود العالم، ويمكن أن نسميها "الفرار من الأوطان". وفق إحصائيات الأمم المتحدة هناك 17 مليون لاجئ في العالم، ولكن وفقا للحقيقة.. فإن الأرقام تتجاوز ذلك بكثير، فاللجوء الرسمي جزء صغير من حالات الفرار

واحة العربي محمد مستجاب محمد مستجاب

البيت منشأة هندسية ظهرت في حياة الأحياء في عصور مبكرة، تستهلك عمرها فيه، وخلال ذلك تحلم وتفكر وتمكر وتغني وتتكاثر وتبكي وتفخر وتضحك وتصوغ الحقائق والقوانين والأهداف والدساتير بين جدرانه، قد تتسع فتصبح قصرا ذا حدائق وبساتين وملاعب وبحيرات ومطارات، وقد تضيق فتصبح منزلا أو شقة أو كهفا أو شرنقة أو عشا أو قوقعة أو ثقبا، وفي كل الحالات يفرز البيت - أي بيت - سيدين: الأول معلن والثاني مهيمن

جمال العربية فاروق شوشة فاروق شوشة

من قديم والعرب يرون بلاغتهم في الإيجاز وروعة تعبيرهم في الكلام القليل العدد العامر بالمعاني والدلالات، وهي نظرة ترى في الإطناب - أي كثرة الكلام والإطالة فيه من غير أن يتطلب المعنى ذلك - عجزا عن الإبداع في القول، والإتيان فيه بكل ما يستوقف النظر المتأمل، من عبارة موجزة، لكنها - على قصرها - تجمع في ثناياها فيضا من الفكر والحكمة والبصر بالحياة والناس، ومن هنا كان قولهم المعروف: خير الكلام ما قل ودل

إلى أن نلتقي أنور الياسين أنور الياسين

تقول الأسطورة اليونانية إن "جيا" كان ابن الأرض. وكان مخلوقا ضئيل الحجم ولكنه خارق القوة، وكان قادرا في كل مرة تلامس قدماه فيها الأرض على أن يصارع أعظم العمالقة ويصرعهم. وفي يوم؟ اكتشف أحد الخصوم سر هذه العلاقة بين "جيا" وأمه الأرض، فتحداه للمصارعة، وعندما بدأت المباراة بين الاثنين حمل الخصم "جيا" ورفعه عن الأرض و... خنقه في الفضاء بعيدا عن حضن أمه (!)