العدد (769) - اصدار (12-2022)

القنبلة السكانية ومستقبل المعمورة د. أبوبكر خالد سعدالله

يحلو لكثير من العلماء والكتّاب التنبؤ بالمستقبل وأحداثه ومستجداته، وعدد منهم صدقت توقعاتهم وكثير من هؤلاء كانت تنبؤاتهم بعيدة عن الواقع. فهذه - مثلًا - توقعات الكاتب والصحفي الإنجليزي والتر ليونل جورج (1882-1926) الذي نالت مؤلفاته نجاحًا منقطع النظير، فقد كتب يوم السابع من مايو عام 1922 في صحيفة «نيويورك هيرالد الأمريكية صفحة كاملة من الحجم الكبير استعرض فيها تنبؤاته حول ما سيعيشه العالم خلال السنة الجارية، فذكر أن الطيران التجاري سينتشر عام 2022 وستبقى سفينة الركاب البخارية تُستعمل على السواحل، لكنها ستختفي على المسالك الرئيسية إذ سيتم استبدالها بقوافل الطائرات.

تحديات تواجه الإسلام والمسلمين وحلولها محمد كامل ضاهر

«طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى...» لم يكن هذا النداء الرحماني الذي تطالعنا به سورة طه موجهًا في الحقيقة إلى النبي العربي وحده، بل إلى جميع البشر، مسلمين وغير مسلمين. «قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا...» (سورة الأعراف - الآية: 158). فالقرآن الكريم لم ينزل إلا ليكون هدى ونورًا ورحمة للناس أجمعين وإسعادًا لهم في الدنيا والآخرة، وإنقاذًا للإنسان، خليفة الله على الأرض بالمفهوم القرآني، من معاناة الجهل والتخلف والشقاء التي ابتلي بها منذ بداية الخليقة، حتى إن جمال الدين الأفغاني، عميد الإصلاحيين المسلمين الحديثين عندما أراد وصف دواء فعّال لشفاء المسلمين من تخلفهم لم يجده إلا في القرآن وتعاليمه: «كل مسلم مريض دواؤه في القرآن، وما على طالب الحكمة إلا أن يتدبر معانيه ويعمل بأحكامه»، والقرآن نفسه يؤكد هذا الكلام بقوله تعالى في سورة ص / الآية 29: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب».

تكنولوجيا الاتصال والتواصل وأثرها على الثقافة العربية زهيدة درويش جبور

هناك ثلاث محطات أساسية في تاريخ البشرية الحديث: المحطة الأولى هي اكتشاف المطبعة في القرن الخامس عشر الذي أحدث تطورًا كبيرًا في الحضارة البشرية وأسس لعصر النهضة في أوربا بالقرن السادس عشر ثم لعصر الأنوار في فرنسا بالقرن الثامن عشر؛ المحطة الثانية هي الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وصولًا إلى المحطة الثالثة وهي الثورة التكنولوجية المعاصرة التي أدخلت الكثير من التحولات على شتى ميادين الحياة والتي يشكل التقدم الهائل في وسائل الاتصال أحد تمظهراتها الأساسية. ولعل أهم انعكاسات هذا التقدم وربما أخطرها التي تتجلى على مستوى الثقافة.

شعريات المنفى والنظرية المترحلة د. أنور المرتجي

انتقل معنى المنفى في الزمن الراهن، كما يقول إدوارد سعيد (من تجربة شخصية ومن عقوبة مختارة بعناية وأحيانًا حصرية لأفراد محدّدين، إلى تجربة جماعية وإلى عقاب وحشي لجماعات وشعوب بكاملها) تعرضت للاقتلاع والتشريد والنفي القسري كالفلسطينيين والأرمن والسوريين. وانتقلت بذلك تجربة المنفى إلى «براديغم معرفي» إرشادي أو (موقع ثقافي)، يرى منه الكاتب المنفِي كل العالم بمنظار نقدي مغاير، يعاند فيه الوجود الإلزامي والبقاء في الوضع المستقِر والثابت، متنقلًا من المكان الأليف إلى اللامكان الغريب، مكان الاقتلاع والفوضى والاختلاف عن الآخر، و(من الصحيح أن هجرة الشعوب ربما هي الصفة المميزة للقرن العشرين، وبما أن المنفى في بعض المعاني هو «قضية عالمية» كما قال جورج لامينغ).