العدد (769) - اصدار (12-2022)

البسطي شاعر«الفردوس الأخير» د. عبدالرحمان إكيدر

يجمع عدد من الباحثين أن القرن التاسع الهجري في الأندلس قرن غامض لقلة المصادر وشح الروايات وضياع الوثائق والمدونات في غمرة انهيار آخر ممالك الأندلس. لقد شهدت الحقبة الأخيرة التي سبقت سقوط غرناطة 1492م ضياع عدد مهم من الأعمال الأدبية شأنها في ذلك شأن الأعمال العلمية والتاريخية والدينية، فقد تعرض كثير من التراث الأندلسي للضياع وآل إلى مصير مجهول نتيجة عوامل عدة، أهمها الإهمال وعدم التوثيق، سيما وأن الهاجس الذي كان يؤرق الأندلسيين هو الحفاظ على استمرارية الحكم العربي الإسلامي خصوصًا بعدما أخذت المدن الأندلسية تسقط تباعًا في أيدي النصارى، حيث كان الهم الأكبر لبني نصر المعقل الأخير للأندلسيين مقاومة الحصار الخانق الذي فرضه المسيحيون والتصدي لهجماتهم. كما تعرضت العديد من الكتب والمخطوطات للإتلاف والإحراق، ومازالت الذاكرة تحتفظ بتلك الحادثة الأليمة التي أقدم عليها الكاردينال دي ثيسنيروس F. J de Cisneros حين أضرم النار بكثير من المخطوطات العربية في باب الرَّملة بمدينة غرناطة.

سارقُ الضوء ناجي حرابة

كُرُومٌ تبوحُ لمن ذاقَها وتَسكبُ في الروُّحِ أَعماقَها

الشّعر الذي يحرسُ الأحلام مختارات شعرية لعبدالعزيز المقالح يوسف عبدالعزيز

لعلَّ الدّخول إلى عالم الشاعر اليمني الكبير د.عبدالعزيز المقالح فيه الكثير من المجازفة، فهذا الشاعر الذي التقى الشِّعر منذ أكثر من ستّة عقود، ولا يزال يُخوّض عُبابه ويحلّق في سماواته العالية، بنى قصيدته الخاصّة، وفتح في جدار الكتابة عددًا من الكوى السّرّانية التي أطلّ منها على العالم. كما أنّه منذ بداياته الشّعريّة تجشَّم خوض الأهوال، وصدح بصوته الحرّ الذي هو صوت الفارس العاشق، وهذا ما دفع الشاعر اليمني المعروف المرحوم (عبدالله البردوني) ليقول عنه: «لقد أراد المقالح أن يبدو كبيرًا منذ البداية».

الخطاب النقدي عند جابر عصفور أسئلة النقد ومرجعيات الخطاب رشيد الخديري

تَتَمَوْضّعُ التَّجربة النقدية عند الراحل د. جابر عصفور بين خطين: التراث النقدي العربي والنظريات النقدية المستجلبة من الغرب، وهو تَمَوْضُعٌ له ما يُبَرِّرُه إذا ما نظرنا بالكثير من التّبصُّر والجهد والبحث الدائم والرَّصين في ميكانيزمات اشتغاله النقدي وضبط مفاهيمه وآلياته، ولعلَّ أهمية البحث في أفقه النقدي تنبع أساسًا من مدى إنصاته للـذاكرة التراثية، وسعيه الحثيث نحو الانفتاح على الآخر الحداثيّ التنويري، وهي تقصيّات نجد صداها في النقد الشعري والتنظير ونقد الرواية، بالإضافة إلى عددٍ مهمٍ من المقالات والدراسات الأكاديمية، من دون أن نتغافل عن ترجماته من الإنجليزية التي لا تفارق بشكل من الأشكال خطاب النظرية النقدية المعاصرة.

مكانة اللغة الأم بين ملكات اللغات المكتسَبة وإنصاف «العربية» د. رياض عثمان

يقول ماك نيلَج لاد فوج «إنّ ما نعرفه عن إنتاج اللغة قليل» فما بالك إذا كانت لغات؟ وما رأيك في من يتقن لغات متعدّدة؟ فكيف يتجلّى الإعجاز الإلهيّ في امتلاك الملكة اللسانيّة دماغيًّا، في ظلّ تعدّد اللغات لدى الفرد الواحد؟ وهل يمكن لشخصٍ ما أنْ يمتلك الملكة اللسانية نفسها بين اللغات التي يتقنها بمستوى واحدٍ؟ بمعنى: هل تتساوى الملكة اللسانية عند متكلّم يجيد لغة ثانية وثالثة...إلخ، فتصبح كلّها كاللغة الأمّ؟ إذا كان ذلك بالإيجاب، فما نسبة الإتقان في لغةٍ دون غيرها؟ وماذا يتطلّب ذلك الإتقان من اهتمام؟ وما مدى ارتكاز تلك اللغات المكتسبة على اللغة الأمّ؟ وما دور اللغة الأمّ في تعلّم خصائص لغةٍ ثانية؟