العدد (771) - اصدار (2-2023)

ماذا أضاف د.صلاح فضل إلى الفكر النقدي العربي؟ د. رضا عطية

«أسأل نفسى: ماذا عساك أن تكون قد قدمت للفكر النقدى العربى، هل اقتصرت في الكتب النظرية على تقديم تلخيص للتطورات العلمية وعرض منجزاتها، وهل جئت بما يستحق البقاء في عشرات الكتب ومئات المقالات التطبيقية؟» لم يكن هذا السؤال الذي خطر ببال الراحل د.صلاح فضل أو شغله، وقدمه في شهادته هذه التي كتبها أواخر عام2017 عقب مداهمة المرض اللعين له، ونشرها أولًا في جريدة «المصري اليوم» في ديسمبر 2017، قبل إضافتها طبعة مزيدة من كتابه «عين النقد: مقاطع من سيرة فكرية» في 2018 تأملًا فيما قدَّم للفكر النقدي العربي، هو سؤال المتشكك في ممارسته، أو قيمة عمله، وإنَّما هو تبصُّر مفكِّر يتأمل في مآلات الرحلة الطويلة التي قطعها في مسيرة نقدية عامرة بالسعي الدؤوب والتطلع المتوثب والمغامرات الجسورة والإقدام المتمكِن، خوضًا لأراضٍ جديدة وسعت من رقعة التفكير النقدي العربي ومددت حدوده، خدمةً للأدب عمومًا وارتقاء بالممارسة النقدية التي تدور حوله بخاصة. أما فرعا هذا السؤال فيمتدان حول الجهد التنظيري من ناحية، فيما يخص استرفاد منظومة النظريات النقدية في أرض الثقافة العربية، في حين يسائل الفرع الآخر المتفرع من هذا التساؤل حول الجهد النقدي التطبيقي باستعمال هذه النظريات النقدية الحداثية في قراءة النص الأدبي.

د. صلاح فضل جهود نقدية في السرد والشعر فهد توفيق الهندال

رحل الأستاذ الدكتور صلاح فضل عن عالمنا، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا عربيًا، وآراء نقدية تتلمذنا عليها في مراحل دراستنا الجامعية وما بعدها، لتشّكل منصات انطلاق لكثير من وجهات النظر النقدية التي قدمناها في مختلف المحافل الثقافية العربية، إلى جانب الدراسات والقراءات النقدية لعدد من الأعمال الأدبية، سواء تقاطعنا مع أفكاره أو أضفنا إليها، مستعينين بوعينا النقدي. يتميز الفكر النقدي للدكتور صلاح فضل بالجانب الموسوعي لديه، لاطلاعه الدائم على الجديد في النقد الأدبي، عربيًا وعالميًا، ورغبته في طرق أبواب جديدة لعلم النص الأدبي، سرديًا أو شعريًا، وهو ما تعزز بجملة الإصدارات والدراسات والندوات وغيرها من الاجتهادات النقدية التي رفد بها الناقد الراحل المكتبة العربية، الأكاديمية والعامة.

د. صلاح فضل... وقلق الإناخة الحبيب الدائم ربي

لا شك أن أي حديث عن الراحِلِين مباشرة بُعَيْدَ غيابهم سيكون مُبقّعا بالخدوش، ما لم نقل مجروحًا، جراء التنازع بين سياقين: سياق الحضور وسياق الغياب، بل للسطوة التي قد يكتسيها سياق الغياب في سعيه ليجُبَّ كل سياق قبله. ولئن كان للموت جلالُه الذي لولاه ما كانت ستنبُتُ، فجأة، لبعض الأشخاص المتوفين أجنحة من نور، كأنهم قيْد حياتِهم، ملائكةً، فإنه في المقابل يقف حائلًا دون بعضهم والدفاع عن أنفسهم ضد من يحاولون تصفية الحساب معهم، أو طمْرَ ذكراهم في الوحل والتراب، بمعنى أن انتفاء المسافة الزمنية والنفسية، والحال هذه، من شأنه أن يجعل من أي خطاب بَعدي مجرد انطباع شخصي تعوزه الموضوعية إلى حد كبير.

د. صلاح فضل... الناقد والإنسان أحمد فضل شبلول

في قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية كانوا يناقشون المخطوطات الشعرية، ويستدعون نقادًا من القاهرة، إلى جانب نقادٍ من الإسكندرية لمناقشة تلك المخطوطات. قالت لي المشرفة الثقافية عواطف عبود، تريد مَن مِن النقاد يناقش بعض قصائدك المخطوطة؟ كذلك سألت الشاعر محمود عبدالصمد زكريا. اتفقت مع محمود على اسم الناقد الدكتور صلاح فضل. اتصلت عواطف عبود بالدكتور صلاح فضل تليفونيًا، فوافق على الحضور والمناقشة، على أن تُرسل إليه الأعمال المخطوطة قبل حضوره بأسبوع، وهو ما فعلته عواطف عبود.