العدد (408) - اصدار (11-1992)
لأنها الأم والبنت والأخت والزوجة، فإن وشائج ارتباطها بالابن والأب والشقيق والزوج عميقة عمق أواصر الدم والعيش المشترك. وارتباطها بالوطن، لكل هذه الحميمية، يصبح حيا وحارا حرارة دماء المشيمة وحرارة اللحم الحي الذي ترفده المرأة لتهب للوطن أبناء ورجالا هم في عين الغازي أول الأهداف.
أنت الآن في أعماق الأرخبيل الأندونيسي . من حولك تناثر أكثر من ثلاثة عشر ألفا من الجزر الزبرجدية الخضراء ، تمتد على صفحة المياه الغارقة في أحضان المحيطين الهادي والهندي ، مشكلة جسرا بين المحيطين بطول 6000 كم من الشرق إلى الغرب
.. في الطريق من (الخارجة) إلى (الداخلة) كانت القرى تحمل أسماء ذات معانٍ ودلالات لا تغيب عن الوجدان: بورسعيد، الثورة، ناصر، عُمان، فلسطين، الجزائر، عدن، سوريا، عبدالسلام عارف. وأسماء أخرى كثيرة .. لعلها كانت محاولة نبيلة لمنح الحلم صفته القومية ووجهه العربي.. وكان مغني الثورة وشاعرها يجسدان هذا الحلم في كلمات تَعْبُر على الصحراء فتكتسي ببساط من الخضرة الزاهية.. ويحلمان ب(الوادي الجديد)..(2)
ماذا حدث لجبال القمر ومن الذي سرق كنوز الملك سليمان؟. ما الذي جعل واحدة من أغني بلاد إفريقيا تعيش تحت حد الكفاف وتشعر بكل هذا الخوف؟ الخوف من بقاء الوضع الحالي ومن تغييره، الخوف من البيض الذين استغلوهم ومن السود الذين استبدوا بهم .لقد ساهمت زائير في كل مرحلة من تاريخ العالم. ساهمت في بناء العالم الجديد حين اختطفت الآلاف من سكانها كي يعملوا عبيدًا أرقاء في المزارع والمصانع