العدد (408) - اصدار (11-1992)
كانت القرية الإفريقية على حافة الغابة. وأفزعتها النمور التي راحت تتسلل إلى أطراف القرية وتفترس بعضا من أهلها، فهاجت القرية. وبمساعدة البنادق الشمالية تم القضاء على كل النمور. لكن ما كادت القرية تستريح من فزع النمور حتى تجسد لها أرق القردة فقد انقرضت النمور التي كانت تفترس القردة، ومن ثم راحت هذه تتكاثر آمنة وتسخو في تكاثرها حتى فاضت عن حدود الغابة وراحت تغمر القرية
كان لابن عباس- العالم والمفسر الجليل- مذهب اشتهر به في التفسير وغلب عليه، وهو أن يحتج على غريب اللغة- في التعبير القرآني- بالشعر. وكان يقول إذا سألتموني عن غريب اللغة فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب. يروون عنه أنه كان جالسا بفناء الكعبة ذات يوم، وقد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن، إذ تقدم منه أعرابيان فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء في كتاب الله ففسرها لنا، وائتنا بمصارفها من كلام العرب فمان الله تعالى أنزله بلسان عربي مبين
الأذن: جهاز السمع في المخلوقات الحية، وباب الجحيم- وأحيانا الفردوس- للإنسان، يمكنها- بالطنين أو الإنصات الشديد- أن تقودك إلى حيث تجد نهايتك الموفقة، ويطرب الأذن جرس الكلمة الحلوة، ولحن المجاملة، ونغمة المغازلة، وما إلى ذلك من فنون الخداع الجميل والكذب اللين الطري، لكنها- هذه الأذن- تستفيق على الدعاء بالستر، والأوامر والنواهي والزجر، وآهة الاسترحام، وحقوق الزوجات، ومصاريف المدارس، وغنة الوليد، وأذان الفجر
البيئة والتنمية معضلة أثارت انتباه الإنسان في الآونة الأخيرة، فقد لاحظ العلماء والباحثون أن الحاجة المتزايدة للتنمية والتقدم قد صاحبها- في الوقت نفسه- اعتداء مستمر على البيئة. وسواء كان النشاط صناعيا أو زراعيا، متعلقا بالطاقة أو استخراج المعادن المختلفة في البر أو في البحر أو في الجو أيا كان نوع النشاط فإنه- بدرجة أو بأخرى- يزك أثرا في البيئة المحيطة به
مرة أخرى، بعد عشرات المرات، جاءت إلينا في "العربي" رسالة من إحدى شركات الإعلان العالمية تسألنا: بكم الصفحة لديكم؟، وكالعادة أحلنا الرسالة إلى القسم المختص بها ونحن نعلم جيدا أن السؤال وإجابته غريبان في رحاب مجلة لم تضع الربح المادي هدفا لها، ولم تتعامل مع الإعلان إلا في إطار رسالتها الثقافية.ومع ذلك، عندما توقفنا أمام السؤال قليلا، راحت محاولة الإجابة تضيء سؤالا آخر: كم تساوي الصفحة في عالم الثقافة لدينا؟
قرأت في "العربي"- العدد (404) موضوعًا شائقاً للأستاذ سيف السيف بعنوان "فلسفة الشورى: تأملات سياسية" وأغبطه عليه، ولكنني أريد أن أُسر له بأن التعميم في البحث العلمي أمر غير جائز.فهو يقول: "إن هناك عاملاً آخر يجعل البحث في هذا الموضوع ذا حساسية خاصة، وهو تخوّف الباحثين من طرقه فزهدوا فيه أو تناولوه بطريقة حذرة لا تثير المشكلات" ص 67 وإذا ركّزنا على كلماته تلك