العدد (408) - اصدار (11-1992)
العشب سيده ووجهته المياه
كان أبي رجلاً مُنقاداً ، مطيعاً ، مستقيماً . ووفقاً لأشخاص موثقين عديدين استفسرتهم عنة، كان يتصف بهذه السجايا منذ المراهقة وحتى منذ الطفولة. وفي حدود ذكرياتي، لم يكن لا أكثر مرحا ولا أكثر سوداوية من بقية الرجال الذين عرفناهم. ربما كان أهدأ قليلا. وكانت أمي- وليس أبي- هي التي تحكم البيت. كانت توبخنا كل يوم- أختي وأخي وأنا. غير أنه حدث ذات يوم أن أمر أبي بصنع قارب له
الثلاثية الروائية (سأهبك مدينة أخرى)، (هذه تخوم مملكتي)، (نفق تضيئه امرأة واحدة) للروائي الليبي العربي أحمد إبراهيم الفقيه تؤكد النضج والمدى الواسع الذي بلغته الرواية الليبية المعاصر رغم عمرها القصير. إنها رواية مكثفة وحافلة بالأساليب والحيل التعبيرية الروائية الحديثة التي عرفتها الرواية الأوربية في تطوراتها، وهي أيضا تؤسس نهجا روائيا تراثيا له هويته العربية في البناء والأسلوب والسرد ورسم الشخصيات واستحضار فنون الحكي
جاءنا الإذن فى موعده على شكل ومضة بنفسجية أطلقها برج المراقبة...على الفور ارتفعت البيضة ملساء الجدران دون أدنى صوت أو اهتزاز وقد حملتنا بداخلها..في ثانية واحدة وبمنتهى الليونة كنا قد تخطينا مدينة المليون ناطحة سحاب عاصمة مديرية وادي النطرون..وفى ثانية أخرى أشرفنا على حدود البحيرة الصناعية التي تم إيصالها غربا ببحيرة منخفض القطّارة.. متخذين اتجاه الجنوب رأسا..لكن بعد أربع دقائق انتهت ولم نحس بها
يصحو النهار على طبيعتهِ، وقلبك تستبدُّ به الوساوسُ:
أحث إليك الخطى؛ وألوذ بباحة دفئك