العدد (401) - اصدار (4-1992)
لا ينازع باحث جاد أو متتبع لأحوال العرب والمسلمين في أن حياتنا الثقافية والسياسية تشهد منذ سنوات موجة تدين متعاظمة، وأن دائرة هذه الموجة تتسع يومًا بعد يوم، وأنها تشد إليها أعدادًا متزايدة من الكبار ومن الشباب. لا ينازع باحث أو مؤرخ في أن من بين روافد الفكر السياسي والاجتماعي السائد وسط هذه الموجة رافدا يتزايد تأثيره وتزداد نبرة المتحدثين باسمه حدة وارتفاعًا، وهو رافد درجنا على تسميته "تيار الغضب الإسلامي"
أسهمت الثورتان الصناعية والتقنية في إحداث نمو مهم في المستويات المادية للمجتمعات الحديثة ولكنهما كانتا في الوقت ذاته مصدراً لأخطار داهمت البيئة المحيطة بالإنسان. لم يعد أحد يجادل اليوم في أن التصنيع المتسارع والاستغلال المفرط للتربة والاستهلاك السلعي المتنامي وتزايد السكان وتركزهم في المناطق الحضرية قد أضر بالبيئة ضررا جسيما. وإن تعذر حتى الآن تقدير هذا الضرر تقديرا كميا دقيقا
العلاقة بين المثقف وصاحب القرار علاقة شائكة. فصاحب القرار يعتبر نفسه صانعا للتاريخ. أما المثقف فهو دارس له خائف من عواقبه، ومع ذلك فهو قادر على التأثير فى عملية تشكيل القرار السياسي فهل استطاع المثقف العربي القريب من السلطة أن يقوم بهذا الدور؟ في إحدى الندوات التي عقدت في تونس "منذ ثلاث سنوات، اجتمع حوالي مائة من المثقفين العرب لبحث موضوع يتعلق بالمستقبل العربي، وخلال تلك الفترة لم أستمع إلى فكرة واحدة جديدة، أو خطة محددة لمعالجة موضوعات البحث
عندما شدني غلاف هذا الكتاب "أعراض الأمراض" وهو معروض في واجهة إحدى المكتبات قال لى صاحبي: لن أدخل معك هذه المرة، ألا تكتفي من شراء الكتب؟ ولم أسمع كلامه، فقد كان موضوع الكتاب مشوقًا. وعندما انتهيت من قراءته، وقلت لصاحبي ملخصه علق: لابد أن يعرف عنه أكبر عدد من الناس. وهأنذا أحقق مشيئة صاحبي. هذا الكتاب لابد أن يقرأه كل قادر على القراءة، وأتمنى أن يترجم كاملاً، كي يجد مكانه في كل بيت،