العدد (649) - اصدار (12-2012)

عبدالرحيم محمود.. ممات يغيظ العدى (شاعر العدد) سعدية مفرح

حمل هذا الشاعر روحه على راحته، وألقى بها في مهاوي الردى في سيناريو شعري تحقق وسط نيران المعركة في لقطة تاريخية نادرة الحدوث بهذا الشكل المثير، لكن بطلها جعلها إحدى أجمل النبوءات الشعرية في تاريخ الشعب الفلسطيني وديوانه الشعري أيضا. إنه عبدالرحيم محمود، الشاعر الذي رأى لحظة استشهاده وخلدها سلفا بأبيات شعرية صارت نشيدا جماعيا للشعب العربي بأكمله وهو ينشد حريته. ولد عبد الرحيم محمود العام 1913م في قرية عنبتا الفلسطينية، ودرس المراحل الأولية من التعليم فيها قبل أن ينتقل إلى طولكرم ثم نابلس ليكمل رحلة التعليم في مدرسة النجاح حيث التقى فيها بمعلمه الشاعر إبراهيم طوقان، الذي يبدو أنه أول من اكتشف نبوغه الشعري، وكان فخورا به

مراوح التراب محمد المخزنجي

كان يقاتل بطريقة غاية في الغرابة, فما إن يشتعل العراك حتى يرتمي أرضا على جنبه, وتأخذ قدماه في الركل والقصقصة كشفرتي مقص مجنون, بينما جسمه كله يدور كمروحة, موجها ضربات قدميه إلى سيقان خصومه الذين يفشلون في مجاراة ضربات قدميه بركلاتهم, فيوقعهم فشلهم في فخ لكماته وهو مستلق على الأرض أيضا. فهم ينحنون عليه محاولين تسديد لكماتهم إلى وجهه وصدره, فيحصدهم, لايكتفي برد لكماتهم, بل يوقعهم أرضا, إن لم يكن بلكمات تفقدهم توازنهم وهم منحنون عليه, فبجذبهم من صدور ثيابهم بسرعة, وعرقلتهم بمقص قدميه, وما إن يهووا أرضا

اعترافات فقيه إيهاب النجدي

في أدب الاعتراف يستعيد الكاتب بإرادته, وبميثاق أوتوبيوغرافي سردي معلن, الجانب الخفي من حياته, ومجليا الغامض من علاقته بالآخرين, وكاشفا عن البعد الداخلي من أبعاد شخصيته, ويتكئ في ذلك على الحقيقة وحدها, ويسعى إلى التجاوز والتخطي, والتنبيه إلى مواطن الخلل في الفرد والمجتمع. ولا تنتهي قيمة هذا اللون من ألوان السيرة الذاتية عند الكشف عن الهوية الداخلية للذات الساردة, أو التطهير النفسي والتخفيف من عبء الأوزار والخطايا, أو مواجهة المشكلات الاجتماعية

محاكم تفتيش للنوافذ نصف المُشرَعة د. مشاعل الهاجري

مهما بلغت درجة انشغالي، أحرص دائمًا على أن أكرّس عشرين دقيقة لقراءة قصة ما قبل النوم لأطفالي الصغار. وقت القصة هو وقت الخَلق الخيالي، وكأي صانعٍ متمرس، لدي طقوس خَلقٍ لا أتنازل عنها مطلقًا حتى أنجح في خلق هالة اللاواقع خاصتي: اختار الكتب الأسطورية دائمًا، أخفّف من الإضاءة، أخفت من صوتي، أقرأ ببطء، أشير ببعض الإيماءات المسرحية، وأشدِّد على لحظات الإشراق ومقاطع التنوير: تلك الفقرات الذهبية التي تجعل حدقات الأعين تُـشرِع على اتساعها

مقاربة أدبية بين نصين بين قاهرتي الأدبية وموسكو فيكتور بيليفن.. يوسف رخا يوسف رخا

فلعل لقاء قاهرتي قبيل ربيعها العربي مع مدينة هذا الموسكوفي بعد سقوط أصنام الشيوعية رشفة أخرى مدوّخة من كأس الألغاز ذاته. وكم يتوق عالم الأدب المعاصر الضيق ضيق رأس «معمَّرة» إلى مدمني الارتشاف! ولد فيكتور بيليفن في نوفمبر 1962 في موسكو، حيث مازال يعيش حد علمي مع زيارات متكررة إلى مواطن البوذية التي يهتم بها دون أن يعتنقها بالمنطق التقليدي؛ وبدأ الكتابة في منتصف العشرينيات من عمره، فكان أن عُرف ككاتب قصة أولاً في بداية التسعينيات في أعقاب السقوط المفاجئ للاتحاد السوفييتي، حيث درس وعمل في الهندسة بضع سنين تحت حكم تشيرنيكو ثم جورباتشوف

وَتَصيرُ الأبياتُ بَنَاتي عزت الطيري

حينَ تَغيبينَ قليلاً يَنْفَجِرُ الشِّعْرُ عَلَى شَفَتيّ وَكَفّي وَصَهيلِ الرِّيشةِ وسُطوري ودَوَاتي وَتصيرُ الأَبْياتُ

قصص على الهواء إبراهيم عبدالمجيد

تتراوح مستويات اللغة في القصص التي قرأتها، كما بدا لافتًا ضعف مستوى العناية بالنحو في بعض منها، رغم أن بعض هذه القصص يتمتع بطاقة سرد مميزة. وهناك تنوع في الأفكار في أغلب القصص، لكن القصص الخمس التي اخترتها اتسمت عن سواها بنوع من الإحكام والتعبير عن الموضوع بأساليب فنية متميزة، وهي كما يلي